في العشر الأواخر من رمضان.. أهم علامات ليلة القدر التي يبحث عنها المسلمون هذا العام

تُعد علامات ليلة القدر من أهم ما يبحث عنه المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان، فهي الليلة العظيمة التي وصفها الله بأنها “خير من ألف شهر”، وفيها فرصة نادرة للعبادة والتوبة والحصول على مغفرة الله ورحمته، وتوجد علامات ليلة القدر الصحيحة التي وردت في السنة النبوية لتساعد المؤمنين على تحري هذه الليلة المباركة.

علامات ليلة القدر الصحيحة ومدلولاتها في العبادة

تتميز ليلة القدر بنزول الملائكة أفواجًا؛ حيث قال الله تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ» (القدر: 4)، وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن عدد الملائكة في هذه الليلة يفوق عدد الحصى على الأرض، ما يدل على عظمة هذه الليلة وفضلها العظيم. كما تُعرف هذه الليلة باعتدال الجو، فهي ليست حارة ولا باردة، وقد نقل عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وصفها بأنها “ليلة سمحة طَلقة”. ويعتبر طلوع الشمس في صباح اليوم التالي دون شعاع علامة مميزة لليلة القدر، فكما روي عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- تشرق الشمس في ذات الصباح بيضاء كطبق دون أن تظهر شعاعاتها، وهذا دليل على خصوصية هذه الليلة.

بالإضافة إلى ذلك، يشعر المؤمن بسكينة وطمأنينة نفسية في ليلة القدر، مع بداية إقبال أكبر على العبادة، إلى جانب عدم رؤية الشهب والنيازك التي يذكرها بعض الأثر في سياق علامات هذه الليلة. وتبرز كذلك ميزة استجابة الدعاء، إذ تتيسر على العبد في هذه الليلة حوائج لم يقم بها من قبل، ويشعر بقربه الكبير من الله تعالى.

الأخطاء الشائعة حول علامات ليلة القدر التي يجب الحذر منها

بينما توجد علامات صحيحة لليلة القدر، تنتشر بين الناس بعض الاعتقادات الخاطئة والمغلوطة حول ليلة القدر، فمنها ما يقول بتحول الماء المالح إلى عذب، أو سقوط الأشجار ثم عودتها إلى أماكنها، وحتى أن الكلاب لا تنبح في هذه الليلة، وهذه الأقوال لا أصل لها في الكتاب والسنة. وأكد الإمام الطبري وغيرها من العلماء أن هذه العلامات لا سند لها من السنة النبوية، ويجب على المسلم الانتباه إلى هذه الفروقات لكي لا يضل في تحري ليلة القدر.

أدعية وأعمال ليلة القدر التي تعزز فرصة الفوز برحمة الله

يحرص المسلمون على ترديد أدعية ليلة القدر التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهرها دعاء السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي سألت النبي عن ما تقول في ليلة القدر، فأجابها: «قُولي اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي»؛ لما فيه من طلب العفو والغفران. كما يستحب أن يدعو الإنسان بقوله: «اللّهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر»، و«اللّهم إنّا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ونستعينك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم».

وفيما يتعلق بأعمال ليلة القدر، فقيام الليل من أهم تلك الأعمال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، كما يُستحب الإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وتلاوة القرآن الكريم مع تدبر معانيه. ويُذكر فضل الصدقة التي تطفئ غضب الرب وتدفع البلاء، فضلاً عن الإكثار من التسبيح والتهليل، فهذه الأعمال تقرب العبد من الله وتُعظم ثوابه.

يمكن للمرأة الحائض أيضًا أن تشارك في إحياء ليلة القدر؛ بالإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار، وقراءة القرآن دون مس المصحف عند بعض المذاهب، إلى جانب نية قيام الليل والصدقة والأعمال الصالحة، ما يجعلها مشاركة في فضل هذه الليلة المباركة.

الأعمال المفضلة في ليلة القدر فوائدها
قيام الليل مغفرة الذنوب وغفران ما تقدم منها
الدعاء والاستغفار تقوية الصلة بالله وطلب المغفرة
تلاوة القرآن مع التدبر زيادة الإيمان وفهم أعمق للآيات
الصدقة تطهير النفس ودفع البلاء
التسبيح والتهليل تعزيز التقوى والقرب من الله