في ليلة 27 رمضان.. اكتشف فضلها وأبرز الأعمال المستحبة التي تغير مصيرك

ليلة 27 من رمضان تعتبر من الليالي التي يحرص المسلمون على تحريها بتمسك، حيث إن البحث عن ليلة القدر في هذه الليلة يشغل بال الكثيرين لأنها تحمل فضلًا عظيمًا كما جاء في القرآن الكريم “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، مما يجعل العبادة فيها تعادل ثقلًا كبيرًا من الأعمال الصالحة.

أدلة شرعية على تفضيل ليلة 27 من رمضان كليلة القدر

يرغب الكثير من العلماء والمتخصصين في تفسير الأحاديث النبوية إلى إثبات أن ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر على وجه الخصوص، وذلك اعتمادًا على عدة نصوص وآيات، منها قول الصحابي الجليل أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه: “والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله ﷺ بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين” (رواه مسلم، رقم 762)، وهذا الحديث يعكس توصيفًا واضحًا ومباشرًا لهذه الليلة. كما استدل البعض بآيات سورة القدر التي وردت فيها كلمة “هي” في الآية رقم 27، معتبرين أن فيها إشارة خفية إلى ليلة السابع والعشرين. غير أن جمهور العلماء يوضحون أن ليلة القدر قد تكون في أي ليلة من الليالي الوترية في العشر الأواخر، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: “تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” (رواه البخاري، رقم 2017)، وهو ما يحث على الاجتهاد في كل تلك الليالي المباركة.

فضل ليلة القدر وأثرها الروحي على المسلم

تُعد ليلة القدر فرصة نادرة مليئة بالبركات التي لا تحصى، فهي ليلة مغفرة الذنوب، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه، البخاري: 1901، مسلم: 760). علاوة على ذلك، هي ليلة نزول الملائكة والروح، إذ يقول الله تعالى في سورة القدر: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ”، مما يبعث الأجواء الروحانية المفعمة بالخيرات. وفيها يتحقق القرب من الله تعالى عبر استجابة الأدعية وتكثير الأجر، فهي فرصة لتعميق العلاقة بين العبد وربه، بفضل السكينة والرحمة التي تملأ تلك الساعة المقدسة.

أفضل الأعمال المستحبة في ليلة القدر 27 من رمضان

لأن ليلة القدر تحمل أهمية روحانية كبيرة، فإن الإكثار من الأعمال الصالحة فيها يعزز من ثواب العبد ويجعله من الفائزين، ومن هذه الأعمال:

  • قيام الليل: أداء الصلاة في جو الليل، والدعاء، وذكر الله يعد أفضل الأعمال وأحبها في هذه الليلة المباركة.
  • الإكثار من الدعاء: يستحب ترديد دعاء عائشة رضي الله عنها، حيث ورد عن النبي ﷺ: “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني” (رواه الترمذي، رقم 3513).
  • قراءة القرآن: التلاوة المؤثرة بتدبر معانيه تعد من القربات التي تقرب العبد إلى ربه في هذه الليلة.
  • الذكر والاستغفار: مثل قول “سبحان الله”، “الحمد لله”، “لا إله إلا الله”، “الله أكبر”، و”أستغفر الله العظيم” يضاعف الأجر ويزيد البركة.
  • التصدق والعمل الصالح: فقد كان النبي ﷺ في رمضان أجود الناس، وكان في ليلة القدر أكثر سخاءً كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما (رواه البخاري، رقم 6).

تُعتبر هذه الأعمال من الوسائل الفعالة للاستفادة من فضائل ليلة 27 من رمضان، ولزيادة الحسنات والاقتراب من رحمة الله.

علامات ليلة القدر المنوطة بليلة السابع والعشرين من رمضان

تتميز ليلة القدر بعدد من العلامات التي ذكرها النبي ﷺ لتعريف الأمة بميزات هذه الليلة المباركة، ومنها:

  • اعتدال جو الليل، بحيث لا يكون شديد البرودة أو الحرارة، بل معتدلًا ومريحًا.
  • صفاء الأجواء ونقاء السماء، إذ تبدو مضيئة أكثر من الليالي الأخرى.
  • شروق الشمس في الصباح التالي بلا شعاع، أي تنطلق من وراء الأفق بدون ضوء واضح، كما دل حديث أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه (رواه مسلم، رقم 762).

تُشير هذه العلامات إلى خصوصية ليلة القدر وقيمتها الروحية.

ليلة 27 من رمضان تبقى واحدة من أعظم اللحظات التي يستثمرها المسلمون في الطاعات، إذ يدعون بالمغفرة والرحمة ويحيون الليل بالعبادات، مع الاعتقاد بأنها قد تكون ليلة القدر أو من أقرب الليالي إليها، ما يجعل الاستمرار في الاجتهاد بكل هذه الليالي ضرورة دينية وروحية لا يمكن التغاضي عنها.