
في تطور مفاجئ على الصعيد العسكري، أصدرت الولايات المتحدة قرارًا جديدًا بتمديد وجود حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان” في المياه الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن لمواجهة التصعيد الحوثي المتزايد، حيث يعكس هذا التمديد استجابة مباشرة للقيادة العسكرية للحد من تهديدات الحوثيين المتكررة للملاحة الدولية، ويأتي بالتزامن مع عمليات عسكرية مكثفة تنفذها واشنطن في اليمن.
القرار الأميركي بتمديد بقاء حاملة الطائرات ترومان
وفقًا لمصادر موثوقة في وزارة الدفاع الأميركية، أكد وزير الدفاع بيت هيغسث أن قرار تمديد بقاء حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان” في المنطقة لمدة أسبوع إضافي جاء بالتنسيق مع الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، بهدف تعزيز الأمن البحري، ووقف الهجمات الحوثية المتكررة المتسببة في تهديد الاقتصاد العالمي، ويعد هذا التمديد الثاني للحاملة هذا العام، مما يشير إلى تغيير استراتيجي في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
وقد اتضح من تصريحات المسؤولين الأميركيين أن هذه التعديلات في الجدول الزمني للعمليات الأميركية تعكس رؤية جديدة للبنتاغون تعتمد على الحفاظ على وجود عسكري رادع في المناطق المضطربة، إذ تعمل حاليًا حاملتا الطائرات “ترومان” و”كارل فينسون” بشكل متزامن لضمان الحد من التهديدات.
التداعيات الإقليمية للتصعيد العسكري الأميركي
تصاعدت عمليات الحوثيين خلال الأشهر الأخيرة، حيث نفذوا أكثر من مئة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على السفن في البحر الأحمر، مستهدفين ناقلات النفط وسفن تجارية مما تسبب بخسائر جسيمة، وقد نقلت التقارير أن هذه الهجمات خلفت حالة من الفوضى في حركة النقل البحري، مما دفع واشنطن لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة والتدخل بشكل مباشر في النزاع.
تعمل البحرية الأميركية بالتنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين على تنفيذ عمليات يومية لملاحقة القوى الحوثية في اليمن، حيث أوضحت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت أكثر من 1000 ضربة على مواقع متعددة، معلنةً أن هذه الجهود مستمرة لضمان حماية الممرات المائية الاستراتيجية.
الرؤية المستقبلية للاستراتيجية الدفاعية الأميركية
أصدر وزير الدفاع الأميركي أمرًا بإعداد استراتيجية دفاعية جديدة ترتكز على تحديث العقيدة العسكرية لتتلاءم مع التحديات العالمية الحالية، حيث من المقرر أن تركز المسودة المنتظرة على تقليص الهيكل البشري للجيش وإعادة تنظيم القيادات الميدانية بالإضافة إلى مضاعفة الاستثمارات التكنولوجية في أنظمة الأسلحة المتطورة، وتعكس هذه الخطوات تصميم الولايات المتحدة على مواجهة التحديات الأمنية الصاعدة وخاصة تلك المتعلقة بإيران ووكلائها في المنطقة.
وفي سياق موازٍ، تواصل الإدارة الأميركية ممارسة الضغط العسكري والسياسي لإضعاف قدرات الحوثيين، معتبرة أن إصلاح الوضع في البحر الأحمر يمثل أولوية قصوى لحماية الاقتصاد العالمي، ويؤكد المراقبون أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التصعيد إذا لم يتم تسوية الأزمة عبر الحلول الدبلوماسية.