«قفزة تاريخية».. الذهب في مصر يرتفع 175 جنيهًا خلال أسبوع واحد فقط

شهدت أسعار الذهب العالمي ارتفاعًا كبيرًا الأسبوع الماضي، محققًا أعلى مستوى له في أسبوعين ومعوضًا كل الخسائر التي تكبدها خلال الأيام الماضية، وجاء هذا التقدم نتيجة زيادة إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن وسط اضطرابات الأسواق العالمية وضعف الدولار الأمريكي، بالتزامن مع تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية ضخمة على واردات معينة ورفعها على سلع أخرى، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين.

أداء الذهب العالمي

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي بنسبة ملحوظة بلغت 4.8% خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح التداول عند مستوى 3215 دولار للأونصة قبل أن يصعد بشكل تدريجي ويبلغ أعلى مستوى عند 3366 دولار للأونصة، ثم اختتم التداولات عند 3358 دولار للأونصة، ويعود هذا الأداء القوي جزئيًا إلى ضعف أداء الدولار الأمريكي وتأثير تصريحات ترامب حول الرسوم الجمركية التي ازدادت معها التقلبات في الأسواق المالية العالمية.

علاوة على ذلك، ساهمت التحديات المالية والاقتصادية الجديدة التي تواجهها الولايات المتحدة، بما في ذلك مشروع قانون خفض الضرائب الذي قد يؤدي إلى زيادة الدين العام بأكثر من 3 تريليونات دولار خلال العقد المقبل، في دعم أسعار الذهب، وهو ما دفع المستثمرين للبحث عن أمان أكبر بعيدًا عن الأصول المعرضة للخطر.

الذهب في مصر

سجل الذهب في مصر خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا قويًا مع ازدياد الإقبال المحلي والعالمي على المعدن الأصفر كملاذ آمن، حيث ارتفع سعر الذهب عيار 21 بنسبة 3.85% ليصل إلى 4715 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح تداولاته عند 4540 جنيهًا للجرام، وحقق خلال الأسبوع أعلى مستوى عند 4720 جنيهًا، وقد انعكس ضعف الدولار عالميًا وتراجع مؤشرات الأسواق الخارجية بشكل مباشر على الأسعار المحلية في مصر.

كما ساهمت تصريحات ترامب بفرض رسوم جمركية على أجهزة مثل آيفون والتي ليست مصنعة داخل الولايات المتحدة في إثارة المخاوف الاقتصادية، ما أدى إلى مزيد من التراجع في الأسهم الأمريكية والأوروبية، ومن ثم دعم الارتفاع في أسعار الذهب محليًا ودوليًا.

عوامل دعم ارتفاع الذهب

إلى جانب العوامل الجغرافية والسياسية التي دفعت أسواق الذهب إلى الصعود، كشفت البيانات عن زيادة كبرى في واردات الصين للذهب الشهر الماضي بنسبة 73% مقارنة بالشهر السابق؛ حيث استوردت الصين 127.5 طنًا من الذهب وهو الأعلى منذ 11 شهرًا، وتزامن ذلك مع تخصيص حصص جديدة للبنوك التجارية الصينية من قبل البنك المركزي الصيني بسبب الطلب المتزايد.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر تقرير التزامات المتداولين انخفاضًا طفيفًا في عقود الشراء والبيع المبنية على المضاربات، ما يعكس بدء استقرار الطلب على الذهب بعد فترة اضطراب، ومع ذلك فمن المتوقع أن يعاود الطلب الصعود خلال الأسبوع القادم، نتيجة للبيانات القادمة والمتغيرات الاقتصادية.

في الختام، شهد الذهب دعمًا كبيرًا الأسبوع الماضي من مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، مع توقعات بمزيد من التقلبات في كافة الأسواق المالية، خاصة في ظل استمرار الضعف الحالي للدولار الأمريكي وتصاعد المخاوف بشأن تداعيات الأوضاع التجارية العالمية.