«قفزة تاريخية» الذهب يصل لسعر إغلاق غير مسبوق بسبب الأوضاع في الشرق الأوسط

تتصاعد أسعار الذهب وسط الفوضى في الشرق الأوسط، حيث يعتبر المعدن الأصفر الملاذ الآمن المثالي في أوقات عدم الاستقرار. تتخطى أسعار الذهب حاجز 3400 دولار للأونصة، لتسجل إغلاقًا قياسيًا لم يسبق له مثيل. على الرغم من كسر الذهب لمستوى المقاومة على المدى القريب، يبقى المحللون حذرين من إمكانية تسجيل مستويات قياسية جديدة قريبًا، فالصراع بين إسرائيل وإيران يشكل عامل دعم، لكن الارتفاعات الجيوسياسية عادة ما تكون مؤقتة.

توقعات أسعار الذهب وسط الفوضى في الشرق الأوسط

على الرغم من أن الفوضى في الشرق الأوسط تدفع الذهب إلى مستويات قياسية، تؤكد تجربة الماضي أن هذه الارتفاعات قد تكون قصيرة الأجل. يتوقع الخبراء أن يحافظ الذهب على ارتفاعه في حالة تصاعد النزاع الإيراني الإسرائيلي، إلا أنه قد يتراجع إذا ما بقي التصعيد محدودًا. من المتوقع أن يُنهي الذهب الفوري الأسبوع عند 3434.12 دولارًا للأونصة بزيادة ملحوظة تقدر بـ 3.75%، في حين يواجه الدولار الأمريكي صعوبة في جذب المستثمرين، حيث بلغ مؤشر الدولار 98.13 بانخفاض 1% عن الأسبوع السابق.

كيف تؤثر الحركة الجيوسياسية على الذهب

يحذر المحللون من الحركات الجيوسياسية التي قد تؤثر على استمرارية ارتفاع الذهب. إذا قامت إيران بالرد بشكل قوي، خاصة بتهديد تدفقات النفط عبر مضيق هرمز، فإن أسعار النفط قد تتصاعد مما يدفع المستثمرين للتوجه نحو الذهب كملاذ آمن. لكن إذا ظل التصعيد محدودًا وتراجع النفط، قد يتراجع الطلب على الذهب أيضًا. يجب أن يراقب المستثمرون سعر خام برنت، فالوصول إلى ما فوق 80 دولارًا يعد اختبارًا هامًا لاستراتيجية التداول.

دور الاحتياطي الفيدرالي في توجيه سعر الذهب

بجانب الفوضى في الشرق الأوسط، سيلعب الاحتياطي الفيدرالي دورًا محوريًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب. يتوقع العديد من الاقتصاديين أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير، ولكن هناك تكهنات حول إمكانية خفض الفائدة في وقت لاحق من العام. إذا جاء الاحتياطي الفيدرالي بنبرة أكثر تشاؤمًا، قد يعزز ذلك فرص ارتفاع الذهب. حتى ذلك الحين، ما زالت العوامل الهيكلية طويلة الأجل تدعم ارتفاع أسعار الذهب.

العوامل الفنية وتأثيرها على الذهب

من وجهة نظر فنية، تبدو المؤشرات صعودية، فإغلاق أسعار الذهب فوق 3430 دولارًا للأونصة يعزز التوقعات بتحقيق مستويات قياسية جديدة قد تتجاوز 3500 دولار، ومع ذلك فإن أي تراجع تحت هذا المستوى قد يعيد الذهب إلى مستويات 3400 دولار للأونصة. لذا، يظل المراقبون حذرين من تأثير أي تصريحات من قبل الاحتياطي الفيدرالي والتي قد تؤثر سلبًا على بريق الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا.

تواصل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية لعب دور محوري في تشكيل توقعات أسعار الذهب، وبما أن الوضع الحالي معقد، فإنه يتطلب متابعة دقيقة للمستثمرين والتجار. يتعين عليهم النظر في كيفية تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لفهم الاتجاهات المستقبلية للسوق، وبالتالي اتخاذ القرارات الاستثمارية المدروسة.