«قفزة جديدة» في أسعار الذهب عالميًا مع تراجع الدولار وارتفاع الطلب

تشهد أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وتراجع أداء الدولار الأمريكي، وقد قفزت أسعار الأونصة عالميًا متجاوزة حاجز 2000 دولار أمريكي، مما جدد اهتمام المستثمرين بالمعدن الأصفر كملاذ آمن يلجؤون إليه للحفاظ على استثماراتهم، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن معدلات الفائدة وتأثير القرارات الاقتصادية الكبرى على الأسواق المالية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب العالمية في 2025

ارتبط ارتفاع أسعار الذهب بتدهور مؤشر الدولار، مما عزز مكانة المعدن النفيس كوسيلة استثمارية آمنة، ويأتي هذا ضمن موجة من القلق الاقتصادي العالمي الناتج عن تأرجح العملات الرئيسية وعدم الاستقرار في الأسواق، إضافة إلى تشديد السياسات النقدية من البنوك المركزية الكبرى، حيث تُعتبر تلك القرارات عاملًا رئيسيًا يؤثر مباشرة في تحركات الذهب، إذ إن انخفاض قيمة الدولار يجعل الذهب أرخص للمستثمرين بالعملات الأخرى، مما يُسهم في زيادة الإقبال عليه.

علاوة على ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها بعض المناطق حول العالم مثل النزاعات الإقليمية وانعكاسها على حركة التبادل التجاري تُشكّل عوامل داعمة للمعدن الأصفر، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب لتحجيم المخاطر وحماية رؤوس أموالهم من التقلّبات المستقبلية غير المتوقعة.

أسعار الذهب في الدول العربية وتأثيرها على الأسواق

انعكس ارتفاع الذهب عالميًا على الأسواق الإقليمية والمحلية، فعلى سبيل المثال، سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعات ملحوظة حيث وصل جرام الذهب عيار 21 إلى 4,535 جنيهًا، وهو العيار الأكثر شعبية لتداول الذهب في السوق المحلي، كما شهدت تركيا أيضًا زخما طفيفًا في أسعار الذهب بالتوازي مع الأسواق العالمية، إذ تحقق استقرار نسبي على مستوى العملات المحلية مقابل الذهب، مما عزز الطلب في الأسواق الداخلية.

ويرى المحللون أن أسواق الشرق الأوسط قد تشهد المزيد من التأثيرات في أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة، حيث يعتمد الوضع على استمرار الضغوط المالية على الدولار والعوامل السياسية المحيطة، خاصة مع الإقبال المتزايد من قبل المستثمرين الأفراد والمؤسسات المالية على الأصول الآمنة.

توقعات أسعار الذهب للأيام المقبلة

من المتوقع أن يواصل الذهب الحفاظ على زخمه الإيجابي مع استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية وارتفاع الطلب عليه كأداة تحوط مثالية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم وتأخير إشارات التعافي الاقتصادي العالمي، ويتوقع الخبراء أن يستمر أثر القرارات المالية للبنوك المركزية في رسم معالم السوق، حيث سيكون للسياسات المالية والنقدية دور مباشر في تحديد حركة الذهب الفترة القادمة.

ويمكن أن تكون الديناميكيات المتعلقة بتغيير أسعار الفائدة وديناميكيات الطلب العالمي على الذهب عوامل رئيسية في تحديد اتجاهات أسواق الذهب، مما يدفع المستثمرين دائمًا لمراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية الناتجة عن هذه العوامل.