قفزة غير مسبوقة: إطلاق 4 رواد فضاء عبر سبيس إكس نحو المحطة الدولية – تعرف على التفاصيل

انطلق 4 رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية على متن صاروخ “سبيس إكس” الجمعة، بعد تعثر محاولات الإقلاع طوال العام الماضي بسبب مشاكل تقنية في مركبة “ستارلاينر” التابعة لشركة بوينج. جاء هذا الإطلاق عبر كبسولة “دراجون” التي حملها صاروخ “فالكون 9” من مركز كينيدي الفضائي، حاملاً طاقمًا دوليًا يتألف من رائدي فضاء من “ناسا”، وروسيا، واليابان.

تفاصيل مهمة انطلاق رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام كبسولة دراجون

تألف طاقم الرحلة التي أُطلق عليها اسم “كرو-11” من رائدَي فضاء أمريكيين هما زينا كاردمان ومايك فينكي، إلى جانب رائد الفضاء الروسي أوليج بلاتونوف، ورائد الفضاء الياباني كيميا يوي. انطلقت الرحلة في تمام الساعة 11:43 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مع توقع الوصول إلى محطة الفضاء الدولية بعد نحو 16 ساعة، وذلك حوالي الساعة 3:00 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم السبت. يُذكر أن المهمة ستتبع جدولًا زمنيًا مختلفًا عن المعتاد، إذ يُتوقع أن تستمر الرحلة إلى ثمانية أشهر بدلًا من ستة، في خطوة تستهدف تنسيق الأجندة بين المهمات الأمريكية والروسية بشكل أكثر مرونة.

أسباب تعثر محاولات الإقلاع السابقة وتأثيرها على رحلات الفضاء الدولية

تأخرت عمليات الإطلاق طوال العام الماضي بسبب فشل مهمة “ستارلاينر” التجريبية، حيث واجهت المركبة مشكلات تقنية متعددة ومنها أعطال في المحركات وتسريبات في نظام الهيليوم. وقد أدى ذلك إلى عودة رائدَي الفضاء بوتش ويلمور وسونيتا ويليامز إلى الأرض عبر كبسولة “سبيس إكس” بعد قضائهما تسعة أشهر في الفضاء، رغم أن المهمة الأصلية كانت مقررة لأسبوع واحد فقط. نتيجة لهذه التحديات التقنية، بدأت إدارة “ناسا” في دراسة إمكانية استخدام “ستارلاينر” لنقل الشحنات فقط قبل استئناف استخدامها لنقل رواد الفضاء مجددًا.

خطط “ناسا” المستقبلية لتمديد مدة المهمات وخفض التكاليف في الفضاء الدولي

تسعى “ناسا” حاليًا إلى تحسين استغلال الموارد عبر تمديد مدة البعثات إلى ثمانية أشهر، بالإضافة إلى خفض عدد أفراد الطاقم في بعض الرحلات إلى ثلاثة بدلاً من أربعة؛ بهدف تقليل التكاليف وسط ميزانية محدودة. ستراقب الوكالة أداء كبسولة “دراجون” عن كثب خلال الأشهر القادمة لتقييم إمكانية تمديد مدة المهمة، وفقًا للنتائج التي سيتم جمعها أثناء التواجد على متن محطة الفضاء الدولية. تؤكد هذه الخطوات على استراتيجية “ناسا” التي تركز على الاستفادة من خبرات المهمات الحالية لبلوغ أهداف أكبر على المدى الطويل كإعداد جهود استكشاف القمر والمريخ، بحسب تصريحات أحد رواد الفضاء الذين شاركوا في هذه الرحلات.

عبّرت قائدة الرحلة زينا كاردمان عن فرحتها العميقة عند وصولها إلى المدار، ووصفت الرحلة بأنها استثنائية ولا تُنسى، مما يعكس روح التفاؤل التي تحيط بهذه المهمة الجديدة. أما مايك فينكي، فقد عبّر عن سعادته بالعودة إلى الفضاء بعد غياب استمر منذ عام 2011، مؤكدًا على عمق ارتباط رواد الفضاء بتجاربهم في المدار وعزيمتهم على المساهمة في تطوير الاستكشافات المستقبلية. في سياق متصل، شدد أحد رواد الفضاء على أهمية ما تُنتجه هذه المهمات من معارف وخبرات تفتح الطريق لاستكشافات مستقبلية للقمر والمريخ، معتبرًا أن التعاون الدولي سيكون عنصرًا حاسمًا في هذه الخطوات.