«قفزة قوية» الذهب يرتفع مع ضعف الدولار وزيادة التوترات السياسية العالمية

شهد سعر الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم حيث تأثرت أسواق المعادن النفيسة بتصعيد التوترات السياسية الدولية وضعف الدولار الأمريكي، كما لعبت قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة حول فرض رسوم جمركية جديدة دورًا رئيسيًا في تحريك السوق، ويأتي هذا التغير في ظل توقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب للتغيرات الاقتصادية والسياسية المحتملة.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة جيدة لتصل إلى 3309.89 دولار للأوقية، ويعتبر هذا الارتفاع نتيجة مباشرة لتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1 بالمئة، مما جعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، كما ساهمت العقود الآجلة بدورها في تعزيز هذا النمو حيث ارتفعت بنسبة مماثلة، مسجلة 3333.30 دولار، ويمثل الذهب دائمًا ملاذًا آمنًا في الأوقات التي تتسم بعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

تزايدت التوترات الجيوسياسية خاصة بين أوكرانيا وروسيا مع تصاعد الأحداث العسكرية في المنطقة، ما أدى إلى تأثير مباشر على أسعار سوق الذهب العالمية، وشهدنا واحدة من أكبر معارك الطائرات المسيرة بين الجانبين، بالإضافة إلى تفجير جسر وانهيار قطار للركاب في روسيا وهجوم على قاذفات عسكرية روسية ذات قدرات نووية، هذا التصعيد أدى إلى إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن لحماية أصولهم في ظل الاضطرابات الراهنة.

خطط الرئيس الأمريكي لزيادة الرسوم الجمركية

أعلن الرئيس الأمريكي نيته مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم لتصل إلى 50 بالمئة، وهو القرار الذي أثار قلقًا كبيرًا في الأسواق التجارية العالمية، وردًا على هذا القرار صرحت المفوضية الأوروبية باستعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة، وتأثر هذا الإعلان بشكل فوري ودفع المستثمرين للتحوط بشراء الذهب، ما أدى إلى زيادة أسعاره بشكل ملحوظ.

ضعف مؤشر الدولار وتأثيره على الذهب

انخفاض مؤشر الدولار بنسبة طفيفة قدرها 0.1 بالمئة ساهم في جعل سعر الذهب أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الدوليين، حيث أن تراجع قيمة الدولار يؤدي إلى ارتفاع الطلب على المعادن النفيسة من قبل حائزي العملات الأخرى، وهو ما انعكس إيجابًا على أسعار الذهب والمعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم.

توقعات المستقبل لأسعار الفائدة والدولار

تشير التوقعات الحالية إلى احتمالات كبيرة بأن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بحوالي 50 نقطة أساس خلال الأشهر القادمة، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الدولار، وبالتالي دعم أسعار الذهب في المستقبل، كما أن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة التي سجلت ارتفاعًا سنويًا بنسبة 2.1 بالمئة تعطي إشارات متباينة حول وضع الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية المترقبة.