قفزة قياسية في سعر الذهب خلال أسبوعين.. كيف أثرت تصريحات ترامب على السوق العالمي؟

سجل سعر الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا مسجلاً أعلى مستوى له خلال أسبوعين، حيث تأثر بتراجع الدولار الأمريكي عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب إقالة ليزا كوك من منصب محافظة الاحتياطي الفيدرالي، ما أدى إلى هزة في ثقة المتداولين تجاه الأصول الأمريكية واستقلالية البنك المركزي. ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 0.4% ليصل إلى 3386 دولارًا خلال التداولات بعد افتتاح الجلسة عند 3366 دولارًا، مع تذبذب واضح في الأسعار رغم الدعم الملحوظ عند مستوى 3350 دولارًا للأونصة.

تداعيات إقالة محافظة البنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الذهب العالمي

قام الرئيس ترامب بإجراء مفاجئ تمثل في إقالة ليزا كوك محافظ الاحتياطي الفيدرالي على خلفية اتهامات بسوء إدارة قروض الرهن العقاري، وهو ما نفته كوك جملةً وتفصيلاً، مؤكدةً عدم قانونية هذا القرار ورغبتها في البقاء في المنصب. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد محاولات ترامب للتأثير على سياسة البنك المركزي، خصوصًا فيما يخص تحديد أسعار الفائدة، وهو ما يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة كالذهب. ويُنتظر أن يمنح تعيين مرشح ترامب مكان كوك نفوذًا متزايدًا للرئيس داخل مجلس إدارة البنك، الذي يضم بالفعل محافظين يعينهم ترامب، ما يزيد من احتمالية تحوّل السياسات المالية نحو التيسير الكمي. هذه المخاوف دفعت العديد من المتداولين للبحث عن ملاذ آمن في الذهب، مما ساهم في دفع سعر الذهب العالمي نحو الأعلى.

تأثير احتمالات خفض أسعار الفائدة على تحركات سعر الذهب العالمي

أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مؤخرًا إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات القادمة، في ظل توترات متزايدة في سوق العمل والتضخم المستمر. هذا التوجه نحو تسهيل السياسة النقدية يشكل عاملًا إيجابيًا لسعر الذهب العالمي، إذ تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية يخفف الضغط على سعر المعدن الثمين، خاصةً أنه لا يولد عوائد مباشرة لحامليه، ما يجعل الطلب على الذهب يرتفع كخيار تحوط في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. يتعزز هذا الاتجاه بدعم مستمر من صناديق الاستثمار المرتبطة بالذهب، التي تشهد تدفقًا متزايدًا يعكس ثقة المستثمرين في قدرة الذهب على الحفاظ على قيمته في هذه الظروف.

دور العوامل الاقتصادية والسياسية في تحديد سعر الذهب العالمي الحالي

يشهد سعر الذهب العالمي تقلبات ملحوظة نابعة من تداخل عوامل اقتصادية وسياسية معقدة؛ حيث يلعب ضعف الدولار الأمريكي، الذي تأثر بدوره بشكل مباشر من التطورات في الاحتياطي الفيدرالي، دورًا رئيسيًا في دعم سعر الذهب. إضافة إلى ذلك، فإن الدعم الفني عند مستوى 3350 دولارًا للأونصة شكل نقطة انطلاق مهمة للارتفاع خلال الجلسات الماضية، مع وجود تذبذب مستمر قد يشير إلى حركة صاعدة في الأمد القريب. ينتظر المستثمرون بشغف تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي وقراراته بشأن أسعار الفائدة، إذ أن أي تراجع في أسعار الفائدة أو عوائد السندات سيعزز جاذبية الذهب كأصل آمن دون عوائد مباشرة، مما يستدعي متابعة مستمرة لهذه المؤشرات عن قرب.