«قفزة مفاجئة».. أسعار الذهب تسجل أعلى مستوى لها خلال أسبوعين

شهدت أسعار الذهب قفزة نوعية خلال الأسبوعين الماضيين، مدفوعة بزيادة الطلب من الأسواق الصينية عقب عطلة دامت فترة طويلة، مع ازدياد المخاوف بشأن فرض رسوم جمركية محتملة من الولايات المتحدة على واردات الأدوية، الأمر الذي أثار اهتمام المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، وقد ارتفع سعر الذهب بشكل ملحوظ في المعاملات الفورية ليقترب من مستويات غير مسبوقة، مما جعله محط أنظار الأسواق العالمية.

أسعار الذهب ترتفع بدعم من الأسواق العالمية

تمكنت أسعار الذهب من الارتفاع بنسبة 2.4% لتوصل قيمتها إلى 3413.29 دولار للأوقية في التداولات الفورية، وهو أعلى مستوى لها منذ شهرين تقريبًا، حيث أظهرت الأسواق نموًا ملحوظًا في الاستثمار بالمعادن الثمينة، لا سيما مع تزايد الاضطرابات الاقتصادية وارتفاع الطلب على الذهب كأداة تحوط فعالة، وقد دعمت الصين هذا النمو من خلال شراء كميات كبيرة من الذهب بعد فترة الانقطاع بسبب العطلة الوطنية.
أما فيما يتعلق بالعقود الآجلة الأمريكية، فقد سجلت صعودًا بنسبة 3% لتصل قيمتها إلى 3422.8 دولار للأوقية، مما يعكس الثقة التي يوليها المستثمرون لهذه الأداة المالية، إذ يتوقع العديد من الخبراء استمرار الأداء القوي للذهب في ظل متابعة الأسواق العالمية لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

التوجهات في سوق المعادن النفيسة

لم يكن الذهب فقط المستفيد الأكبر، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحسنًا واضحًا، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.9% مسجلة 33.1 دولار للأوقية، في حين زاد البلاتين بنسبة 2.4% ليصل إلى 982.52 دولار، وتقدم البلاديوم أيضًا بنسبة 3.1% ليبلغ سعره 971.27 دولار، وهذا يعكس اهتمام المستثمرين بتنوع استثماراتهم وتوزيع المخاطر عبر أصول متعددة.
وتأتي هذه التحركات نتيجة الانخفاض المتوقع في قيمة الدولار الأمريكي بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية العالمية، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع، إذ يعتبر التنوع في مجالات الاستثمار من العوامل الرئيسية التي تسهم في الحفاظ على استقرار الأسواق.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

يُعد الذهب من بين أهم الأصول التي تتأثر بالتداعيات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية، إذ إن حركة أسعاره ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقرارات السياسة النقدية وتوجهات الأسواق العالمية، وتأتي قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رأس المؤثرات التي تجعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب كملاذ آمن أثناء الأزمات، بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية العالمية المتقلبة.
وفيما يلي جدول يوضح العوامل التي تؤثر في ارتفاع أسعار الذهب:

مع الأخذ بعين الاعتبار هذه العوامل، يتوقع المتابعون استمرار الاهتمام بمعادن الملاذ الآمن، إلا أن التحركات القادمة تعتمد بشكل كبير على طبيعة تطورات الأسواق العالمية وتحركات السياسة النقدية للولايات المتحدة.