«قفزة مفاجئة» في أسعار الذهب بنسبة 1.76% مع تصاعد مخاوف الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم السبت بنسبة 1.76% لتصل إلى سعر 3358 دولارًا للأونصة، ويبدو أن هذا الصعود مرتبط بالتوترات التجارية المستجدة التي دفعت المستثمرين للتوجه نحو الملاذات الآمنة، بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعزمه فرض رسوم جمركية بنسبة تصل إلى 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي وتهديده لشركة آبل برسوم إضافية إذا لم تغير استراتيجية إنتاجها.

أسعار الذهب ومخاوف الرسوم الجمركية

لطالما اعتُبر الذهب وجهة آمنة وسط الأزمات والتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، ومع إعلان الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية صارمة على بضائع الاتحاد الأوروبي بدءًا من يونيو المقبل، انتعشت المخاوف من تصاعد التوتر التجاري بين البلدين، وبرزت هذه المخاوف بسبب تهديد ترامب لشركة آبل بفرض رسوم لا تقل عن 25% إذا لم تعد إنتاج هواتف آيفون إلى الولايات المتحدة، وهو ما عكس بوضوح أجواء النزاع التجاري وأثر على الأسواق بشكل مباشر.

كما أن تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة دفعت المستثمرين لتجنب المخاطر والبحث عن الأمان في الاستثمار، حيث يعاني الاقتصاد العالمي من التحديات الحالية التي شملت ضعف المفاوضات التجارية وعدم تقدّم المحادثات بين القوى الاقتصادية الكبرى للحد من النزاعات التجارية.

توقعات أداء الذهب خلال الأسبوع المقبل

يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في تحقيق مكاسب قوية خلال الأسبوع المقبل إذا استمرت التوترات التجارية بنفس الزخم، حيث سجّل الذهب ارتفاعًا أسبوعيًا بلغ حوالي 3%، وهو ما يُعزى جزئيًا للمخاوف المتزايدة بشأن وضع الديون الأمريكية، التي يُتوقع أن تقفز إلى مستويات قياسية بلغت تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل، كما أن من العوامل التي قد تساهم في تعزيز الاتجاه التصاعدي هو القلق من تباطؤ نمو الاقتصاد، مما يؤدي إلى تعزيز الطلب على الأصول الآمنة.

وفيما يتعلق بالمستقبل القريب، فإن توجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة قد تكون عاملًا محوريًا للتأثير على أسعار الذهب، حيث يرى المحللون أن تخفيف السياسة النقدية قد يجعل الذهب أكثر جاذبية نظرًا للعائد المنخفض على أسواق السندات.

عوامل التأثير على حركة أسعار الذهب

يرى المحللون أيضًا أن أي مستجدات إيجابية تخص المفاوضات التجارية أو مؤشرات على تهدئة التصعيد قد تحد من الاتجاه التصاعدي لأسعار الذهب وتدفع المستثمرين للعودة إلى الأسواق عالية المخاطر مثل الأسهم، ومع تصاعد النقاش حول الرسوم الجمركية، يبقى الذهب في موضع الاهتمام الرئيسي كحامي للقيمة وسط الأزمات الاقتصادية.