«قنبلة مثيرة» في مطار جدام تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي

«قنبلة مثيرة» في مطار جدام تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي
«قنبلة مثيرة» في مطار جدام تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي

تسبّب انتشال قنبلة من طراز “جدام” غير منفجرة من مطار صنعاء الدولي في جدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كشفت المشاهد المصوّرة لحظة استخراج القنبلة عن عمق الأزمة السياسية والعسكرية التي تعيشها اليمن، ويعيد هذا المشهد الحديث عن تأثير الصراعات المسلحة على المنشآت المدنية في البلاد، والطبيعة المعقدة لتداخل القوى الإقليمية والعالمية في هذا الملف الشائك.

القصف الإسرائيلي لمطار صنعاء يكشف القنبلة “جدام”

أظهر القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء حجم الأسلحة المتطورة المستخدمة، حيث تم العثور على قنبلة ضخمة غير منفجرة من طراز “جدام”، وهي قنبلة دقيقة التوجيه تُطلق من طائرات متطورة مثل “إف-35” و”إف-18″، وبحسب خبراء عسكريين، يصل وزن القنبلة إلى حوالي 900 كيلوغرام وطولها إلى 4 أمتار تقريبًا، وتُعد واحدة من أخطر الذخائر الهجومية التي قد تُحدث دمارًا هائلاً في حال انفجارها. هذه التطورات وضعت علامات استفهام حول شرعية استهداف المطارات المدنية، والآثار بعيدة المدى لاستخدام هكذا أسلحة في النزاعات الإقليمية.

يرى مراقبون أن هذه التطورات تُظهر التعقيد المتزايد في الحروب الحديثة، حيث المزج بين التكنولوجيا المتقدمة والأهداف الحربية، مؤكدين أن استخدام قنابل دقيقة التوجيه على مطارات مدنية ينطوي على أبعاد سياسية ورسائل عسكرية تتجاوز الأهداف الظاهرية للقصف.

إعادة تأهيل مطار صنعاء ومغزى الرسالة السياسية

بعد أيام فقط من القصف، أعلنت جماعة الحوثيين المدعومة من إيران عن إعادة افتتاح مطار صنعاء، ضمن خطوة اعتبرت رمزًا للإصرار على مواجهة التصعيد، حيث تم بث مشاهد تُظهر جهود الفرق الفنية في تنظيف المدرج من الشظايا ومخلفات القنبلة. هذه الخطوة لاقت ردود أفعال متباينة بين مؤيدي الجماعة الذين اعتبروا أن إعادة تشغيل المطار بمثابة رسالة صمود سياسية، ومعارضين يرون أن توظيف المنشآت المدنية كوسيلة دعائية يشكل خطرًا على سلامة المدنيين.

إعادة تأهيل المطار وسط الحصار الجوي المفروض على اليمن يُعد رسالة سياسية تتحدى الأطراف التي تستهدف بنيته التحتية، كما تلقي الضوء على محاولات تجاوز العوائق للعودة إلى الحياة الطبيعية رغم تعقيد الظروف المحيطة.

تفاعل المنصات الاجتماعية وتحذيرات الخبراء

المشهد المصوّر للقنبلة “جدام” أثار موجة من التعليقات والتحليلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين الإشادة بجهود تفكيك القنبلة، والانتقادات لاستخدام الأسلحة الثقيلة على مطارات مدنية. البعض رأى أن بث المشاهد يهدف إلى تسجيل نقاط دعائية وإحراج الجهات التي تدعم العمليات الجوية، بينما تساءل آخرون عن توقيت العملية ومدى استثمارها سياسيًا.

من جهة أخرى، حذر خبراء عسكريون وقانونيون من تصعيد جديد قد ينعكس سلبًا على الوضع الإنساني في اليمن، مشيرين إلى أن استهداف المنشآت المدنية يُعتبر انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. وأكد مختصون أن التعامل مع مثل هذه الذخائر المتطورة يتطلب إعادة النظر في قواعد الاشتباك، مع تجنب تعريض المدنيين للخطر.

ختامًا، تجمع مشاهد الصراع في مطار صنعاء بين صور الدمار الناجمة عن القتال، ومحاولات إعادة الحياة إلى المنشآت الحيوية، لكنها تبقى علامة واضحة على استمرار عدم استقرار المنطقة وانعكاساته على السكان والبنية التحتية. مطار صنعاء لم يكن مجرد هدف عسكري، بل رمز لصراع طويل يحتاج إلى حل سياسي عاجل.