«قوة مذهلة» ثقب أسود هائل قد يكون الأضخم في الكون يثير فضول العلماء

اكتشفت فرق علماء الفلك ثقبًا أسود فائق الضخامة يبعد حوالي خمسة مليارات سنة ضوئية عن الأرض، ويُعد من أكبر الثقوب السوداء التي تم رصدها حتى الآن بأبعاد هائلة غير مسبوقة. يقع هذا الثقب الأسود في قلب المجرة SDSS J1148+1930، وتُقدَّر كتلته بحوالي 36.3 مليار ضعف كتلة الشمس، ما يجعله قريبًا من الحد الأعلى العملي لكتلة الثقوب السوداء المعروفة.

تفاصيل حول الثقب الأسود فائق الضخامة في مجرة SDSS J1148+1930

هذا الثقب الأسود الذي صنّف ضمن فئة “الثقوب السوداء فائقة الضخامة” يتفوق بفارق كبير على ثقوب أخرى معروفة، مثل الثقب الأسود في مركز درب التبانة الذي لا تتجاوز كتلته 4.3 ملايين كتلة شمسية، وفق ما نُشر في مجلة «الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية». يبرز هذا الاكتشاف أهمية فهم تركيبة وأحجام الثقوب السوداء المركزة في مراكز المجرات، حيث يشير الحجم العملاق إلى وجود قوى جاذبية هائلة تؤثر على محيطها.

كيفية استخدام ظاهرة العدسة الجاذبية لرصد الثقوب السوداء فائقة الضخامة بدقة متناهية

لقد تم الكشف عن هذا الثقب بفضل ظاهرة العدسة الجاذبية التي تحدث عندما تُشكل المجرة الأمامية، والمعروفة بـ «حذوة الحصان الكونية»، تضخيمًا طبيعيًا للضوء القادم من مجرة أبعد تقع في نفس خط الرؤية؛ مما أتاح للباحثين قياس تأثير الجاذبية الفائق بدقة عالية. استُخدمت هذه الطريقة لتحديد كتلة الثقب الأسود بدقة، حيث أحدثت تطورًا هامًا مقارنة بالطرق التقليدية التي كانت تعتمد على قياسات أقل دقة.

تكوّن الثقوب السوداء فائقة الضخامة ودورها في ألغاز الكون الكبرى

تُصنف المجرة التي تضم هذا الثقب الأسود كمجرة أحفورية ناجمة عن اندماج مجموعة من المجرات التي كانت تشكل عنقودًا مجريًا في السابق، الأمر الذي أدى إلى اندماج ثقوبها السوداء المركزية لتتشكل هذه الوحش الكوني. يعتقد العلماء أن مثل هذا الاندماج هو أحد الأسباب الرئيسية وراء الوصول إلى كتل هائلة كهذه؛ مما يفتح بابًا واسعًا لدراسة عمليات النمو الفريدة والثقوب السوداء فائقة الضخامة وتأثيرها على تطور المجرات، وهو ما لا يزال لغزًا محيرًا في علم الفلك.

  • يمتلك الثقب الأسود في SDSS J1148+1930 كتلة تعادل 36.3 مليار ضعف كتلة الشمس
  • الأدوات الجديدة ساعدت في قياس كتلته بدقة أكبر عبر ظاهرة العدسة الجاذبية
  • المجرة التي تحويه تعود إلى اندماج مجرات متعددة كانت تشكل عنقودًا مجريًا
  • هذا الاكتشاف يعزز فهم كيفية تشكل الثقوب السوداء فائقة الضخامة

في ضوء هذه النتائج، يأتي الثقب الأسود فائق الضخامة ليشكل نموذجًا مثيرًا للبحث في الكتل الفلكية الكبرى، وهو ما يساعد العلماء على كشف أسرار نشأة المجرات والتطور الكوني عبر الزمن. تُظهر هذه الدراسة إمكانيات مذهلة في مجال الرصد الفلكي، خاصة مع تزايد استخدام تقنيات متقدمة مثل العدسة الجاذبية، التي تسمح برصد أجسام تبعد عنا بلايين السنين الضوئية مع دقة غير مسبوقة.