
تسببت ميليشيا الحوثي في تفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر اليمنية من خلال ممارساتها التخريبية التي استهدفت المنشآت الاقتصادية الحيوية، حيث أدت الاعتداءات الأخيرة على طائرات الخطوط الجوية اليمنية ومصانع الأسمنت في محافظتي عمران والحديدة إلى فقدان الآلاف مصدر رزقهم، ووقف رواتب ما يزيد عن 9,400 موظف من العاملين في هذه القطاعات مما يزيد الوضع الإنساني تدهوراً.
دور ميليشيا الحوثي في استهداف قطاع الطيران
استهدفت ميليشيا الحوثي قطاع الطيران في اليمن بضرب طائرات الخطوط الجوية اليمنية، حيث تعرضت ثلاث طائرات مدنية للتدمير الكلي، وكانت تُستخدم لتسيير رحلات من مطار صنعاء الدولي، وهذا الاستهداف أدى إلى إيقاف العمليات الجوية بشكل شبه كامل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، فضلاً عن إنهاء خدمات نحو 3,200 موظف كانوا يتقاضون رواتبهم من إيرادات حجوزات التذاكر، وكشفت مصادر مطلعة أن هذه الإيرادات كانت تدار عبر الشركة انطلاقاً من مقرها في صنعاء، لكن هذا الوضع بات معقداً للغاية مع قرار الحوثيين بوقف حجوزات التذاكر.
ويزيد من خطورة الموقف أن هذه القطاعات لم تعد قادرة على دعم العائلات المرتبطة بها، مما يعني تضرر آلاف الأسر الفقيرة التي كانت تعتمد على هذه الأموال لتدبير احتياجاتها الأساسية في ظل وضع اقتصادي كارثي.
التداعيات الاقتصادية لاستهداف مصانع الأسمنت
لم تتوقف أضرار ميليشيا الحوثي عند قطاع الطيران فقط، بل امتدت إلى قطاع صناعة الأسمنت الحيوي، حيث أدى استهداف منشآت صناعية كبيرة مثل مصنع أسمنت باجل بالحديدة ومصنع أسمنت عمران إلى وقف رواتب آلاف العاملين، وتشير التقارير إلى تضرر أكثر من 2,700 موظف في مصنع باجل، بينما يعاني نحو 3,500 عامل في مصنع عمران من المصير نفسه؛ هؤلاء الموظفون كانوا يشكلون عصب الإنتاج في هذه المؤسسات ولكن توقفهم عن العمل أثر على مستوى الدخل القومي للبلاد وزاد من حدة البطالة.
علاوة على ذلك، فإن تأثير توقف هذه المصانع يتجاوز العمال إلى مختلف الشرائح المجتمعية التي تعتمد على مواد البناء من الأسمنت في مشاريعها السكنية والصناعية، مما يؤدي إلى وقف عجلة الاقتصاد في هذه المناطق ومزيد من الفقر.
الخسائر البشرية والاقتصادية التي تسببت بها الميليشيا
وفقاً للبيانات الرسمية، فإن الخسائر الاقتصادية الناتجة عن استهداف مطار صنعاء الدولي وحده تتجاوز 500 مليون دولار، كما دُمرت ست طائرات مدنية بشكل كامل، من بينها ثلاث طائرات رئيسية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ويعكس هذا الرقم الحجم الكبير للدمار الذي ألحقه الحوثيون بالبنية التحتية للمرافق الحيوية، مما أدى إلى قطع أرزاق آلاف العمال وعائلاتهم الذين أصبحوا اليوم بلا دخل.
إن استهداف هذه المنافذ الاقتصادية يسلب اليمنيين قوت يومهم ويُضاف إلى المآسي الإنسانية التي يعانون منها؛ لذلك لا بد من تدخل عاجل لإنقاذ الأسر اليمنية المتضررة من هذه الكوارث المستمرة.