«كارثة إنسانية» تلوح في الأفق بعد تدمير مطار صنعاء وميناء الحديدة

في خضم النزاع المستمر في اليمن، أثارت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة ردود فعل دولية مستنكرة، خصوصًا بعد استهداف منشآت حيوية تعتبر شرايين للحياة في البلاد، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة؛ حيث تُعد هذه المنشآت ممرات أساسية لوصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى ملايين اليمنيين الذين يعانون أوضاعًا إنسانية مأساوية متفاقمة منذ سنوات الحرب المستمرة.

تأثير القصف الإسرائيلي على شرايين الحياة في اليمن

أدى استهداف ميناء الحديدة ومطار صنعاء إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 97 آخرين وفقًا لبيانات منظمة أطباء بلا حدود، وهو ما أثار مخاوف كبيرة حول تدهور الوضع الإنساني في اليمن. تعتبر هذه المنشآت من أهم النقاط اللوجستية التي تسهم في توفير الإمدادات الأساسية مثل الوقود والمستلزمات الطبية والغذائية للسكان، وتدميرها يعمّق المأساة اليمنية، حيث يتعذر الآن نقل المساعدات إلى المناطق المتضررة بالشكل المطلوب. الوضع الحالي يضع الملايين أمام كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياتهم بسبب النقص الحاد في الحاجيات الأساسية.

دور “أطباء بلا حدود” في تخفيف الكارثة

تعمل منظمة “أطباء بلا حدود” جاهدة على إيصال الدعم الطبي والإغاثي إلى المناطق المتأثرة، رغم التحديات الهائلة التي زادت بعد الغارات الأخيرة. فرق المنظمة تواجه صعوبات متزايدة في إيصال المساعدات بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، بالإضافة إلى العمليات العسكرية الجارية والتي تعيق حركة الفرق الإنسانية. وأكدت المنظمة في بيان لها أن تراجع القدرة على الوصول إلى المرافق الصحية سيؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات وانتشار الأمراض بشكل متسارع بين المواطنين اليمنيين الذين يعيشون أصلاً أوضاعًا صحية هشة.

ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني

دعت منظمة “أطباء بلا حدود” جميع الأطراف المتنازعة إلى احترام القانون الدولي الإنساني الذي يُلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، مطالبة بضرورة توفير ممرات آمنة لتدفق الإمدادات الغذائية والطبية دون قيود. الانتهاكات المستمرة لهذا القانون تزيد من تفاقم الأزمة اليمنية، حيث يعاني الشعب من أزمات متعددة تشمل انعدام الأمن الغذائي وانقطاع الخدمات الأساسية، مما يرفع من احتمالية تصاعد الكوارث الصحية والإنسانية إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل.

إن الوضع المتدهور في اليمن يتطلب ضغطًا دوليًا لإيقاف التصعيد العسكري وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، حيث أن التقاعس عن هذه الخطوات سيعمق المعاناة والشقاء الذي يكابده الشعب اليمني يوميًا بسبب الحرب المتواصلة.