«كارثة خليجية 2025»: كيف تسببت أخطاء جسيمة في تصدع المنطقة العربية؟

كانت أخطاء حرب الخليج الثانية عام 1990 سببًا رئيسيًا في كارثة كبرى أثرت بشكل عميق على المنطقة العربية، وما زالت تبعاتها تلقي بظلالها حتى اليوم، حيث أدت إلى شرعنة الوجود الأمريكي في الخليج وغياب توازن القوى العربية، خاصة بعد تراجع دور العراق كحصن أمام أطماع إيران.

تحليل مفصل لأخطاء حرب الخليج الثانية وتأثيرها الاستراتيجي

يركز كتاب «الأخطاء القاتلة في حرب الخليج الثانية» للكاتب جمال كمال على استعراض دقيق لأحداث تلك الحرب التي اندلعت بعد غزو العراق للكويت، موضحًا كيف كانت الأخطاء الاستراتيجية المتكررة لدى الأطراف العربية والعالمية السبب في تفاقم الكارثة، وفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية التي أعادت تشكيل المشهد الإقليمي في الخليج بأكمله. ويعتبر الكاتب أن النظام العراقي بقيادة صدام حسين ارتكب خطأ فادحًا بالغزو غير المبرر، مستندًا إلى أوهام القوة وثقة مفرطة في الجيش العراقي بعد الحرب الإيرانية، مع تجاهل توازن القوى الدولي وعدم قراءة واقعية للأوضاع السياسية.

الأخطاء السياسية والإقليمية في حرب الخليج الثانية وتأثيرها على الوحدة العربية

يكشف جمال كمال في كتابه عن انقسامات حادة داخل الصف العربي أثناء الحرب، حيث دعت مصر والسعودية وسوريا للتحالف لطرد العراق من الكويت، بينما تبنت دول أخرى مواقف متباينة أو حتى مؤيدة للعراق، مما أدى إلى تآكل مبدأ العمل العربي المشترك. هذا الانهيار أراح القوى الكبرى لتتدخل في إدارة شؤون الخليج، بينما عجز النظام العربي عن تقديم حلول دورية للأزمات، وأدى اعتماد دول الخليج على الحماية العسكرية الغربية إلى استسلام فعلي للأمن الوطني العربي، ما أرسى قواعد الهيمنة الأمريكية في المنطقة لفترات طويلة.

دور الإعلام والآثار الإنسانية بعد حرب الخليج الثانية

يسلط الكتاب الضوء أيضًا على الدور الحاسم للإعلام في تأجيج الأزمة، حيث استُخدم كأداة للتحكم في الرأي العام، من خلال حملات تضليلية مثل قصة الممرضات الكويتيات، والتي رغم ثبوت زيفها إلا أنها خدمت مبررات التدخل العسكري الغربي. من الناحية الإنسانية، دفعت التداعيات الاقتصادية والسياسية للعراق ثمنًا باهظًا عبر حصار قاسٍ أضعف البنية التحتية والخدمات العامة، مما حوّل العراق إلى دولة منهكة لعقود، وترك المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية لفشله في إعادة تأهيل البلاد أو دمجها في المنطقة بشكل إيجابي.

العنصر التأثير
الغزو العراقي للكويت الإشعال السياسي وانهيار التوازن الإقليمي
الانقسامات العربية ضعف العمل العربي المشترك وتسهيل التدخل الأجنبي
الاعتماد على الحماية الغربية شرعنة النفوذ الأمريكي وبداية الهيمنة طويلة المدى
الدور الإعلامي توجيه الرأي العام لصالح التدخل العسكري الغربي
الحصار على العراق تدهور البنية التحتية وخسائر بشرية وسياسية كبيرة

يُظهر الكتاب موقفًا نقديًا حادًا تجاه استسهال الحرب وإخفاق المؤسسات الدولية، بالأخص الأمم المتحدة التي بدت متماهية مع الأجندة الأمريكية، مما مكّن من فرض واقع جديد في الخليج يُشرعن الهيمنة الأجنبية على الموارد والأمن. يتابع الكاتب تفاصيل دقيقة لأحداث ضغطّت على الشعوب العربية، لكنه يُبرز بفصاحة الحاجة الملحة إلى قراءة أكثر وعيًا للتاريخ والتداعيات، في ظل استمرار بقاء تركة حرب الخليج الثانية عبئًا يعيق تحقيق الأمن والتكامل الإقليمي.

  • فهم الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت في حرب الخليج الثانية ضروري لتجنب تكرارها في المستقبل
  • دراسة الانقسامات العربية تساعد في إدراك أهمية الوحدة ومواجهة التدخلات الأجنبية
  • تحليل الدور الإعلامي يوضح كيف يمكن أن يصبح سلاحًا ذا تأثير مزدوج في النزاعات
  • التركيز على الأبعاد الإنسانية والسياسية للحصار يُبرز أهمية التنمية والإعمار بعد الحروب
  • أخيرًا، يعد استيعاب مكامن الأخطاء في حرب الخليج الثانية ركيزة لفهم الكوارث الكبرى التي مرت بها المنطقة العربية، خاصة فيما يتعلق بضعف التكامل الإقليمي وازدياد الهيمنة الأجنبية، مما يظل يفرض تحديات معقدة تتطلب إدراكًا عميقًا وحلولًا عقلانية لمسار المستقبل.