كم يحتاج طفلك من نوم؟ تعرف على ساعات الراحة المناسبة لكل مرحلة عمرية

كم يحتاج طفلك من النوم؟ ساعات الراحة المثالية حسب كل مرحلة عمرية تشكل ركيزة أساسية للحفاظ على صحة الطفل الجسدية والعقلية، إذ تختلف حاجة النوم مع تقدم العمر وتتغير وفقًا للتطورات الجسدية والنفسية التي يمر بها الطفل، ويؤكد اختصاصي نوم الأطفال الدكتور فيشال شاه أن النوم الكافي ضروري جدًا لتطور الطفل الصحيح والنمو المتوازن بغض النظر عن عمره.

الفوائد الأساسية لساعات النوم المثالية حسب العمر

تُظهر الأبحاث العلمية أن الحصول على ساعات النوم المثالية حسب العمر يساهم في تحسين القدرات الذهنية والسلوكية لدى الأطفال، مثل تعزيز التركيز، وتوطيد الذاكرة، والحفاظ على الصحة النفسية، إلى جانب تحسين التعلم والتفاعل الاجتماعي؛ ولذلك فإن معرفة عدد ساعات النوم المناسبة في كل مرحلة عمرية تساعد على النمو السليم للأطفال، سواء على المستوى العقلي أو الجسدي أو العاطفي.

كم يحتاج طفلك من النوم؟ توزيع ساعات النوم حسب كل مرحلة عمرية

حديثو الولادة (من الولادة حتى 3 أشهر)

يحتاج الطفل حديث الولادة إلى فترة نوم تمتد بين 11 إلى 17 ساعة يوميًا، حيث لا يمتلك الرضيع نظام نوم منتظم، فينتقل بين النوم والاستيقاظ بشكل متقطع على مدار اليوم والليل دون تمييز بينهما، ويُعد هذا النمط طبيعيًا لتلبية احتياجاته الأسرية والغذائية.

الرضع (4 – 12 شهرًا)

يتراوح وقت نوم الرضع بين 12 إلى 16 ساعة يوميًا، موزعة بين النوم الليلي والقيلولات النهارية، ويبدأ معظم الأطفال في هذه المرحلة بالنوم لساعات متواصلة تمتد من ست إلى ثماني ساعات خلال الليل، ويُستحسن بدء تقليل الرضاعة الليلية تدريجيًا مع بلوغ الطفل أشهره الستة الأولى.

الأطفال الدارجون (12 – 24 شهرًا)

يحتاج الطفل في هذه المرحلة من 11 إلى 14 ساعة نوم يوميًا، تقل فيها عدد القيلولات تدريجيًا لتصبح واحدة غالبًا، بينما تزداد فترة النوم الليلي؛ ولهذا يُنصح باعتماد روتين يومي منتظم قبل النوم، مع وضع حدود واضحة ولطيفة لتعزيز السلوك الإيجابي.

مرحلة ما قبل المدرسة (3 – 5 سنوات)

ينخفض احتياج الطفل في سن ما قبل المدرسة إلى 10-13 ساعة نوم يوميًا، وتبدأ القيلولات في التناقص، لكنها قد تبقى ضرورية أحيانًا، وينصح بتقديم موعد النوم الليلي تدريجيًا إذا توقف الطفل عن القيلولة نهارًا لتحسين جودة النوم الكلي.

كم يحتاج طفلك من النوم في مراحل المدرسة والمراهقة وأهمية تحديد وقت النوم المثالي

يحتاج عمر المدرسة، الممتد من 6 إلى 12 سنة، إلى نوم يتراوح من 9 إلى 12 ساعة يوميًا لتعزيز التركيز والقدرة على التعلم، حيث يؤدي نقص النوم إلى ضعف الأداء الدراسي، ومشكلات سلوكية، وصعوبة في التعامل الاجتماعي؛ أما المراهقون بين 13 و18 سنة فأقصى فترة نوم موصى بها تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميًا، ولكن نظرًا للالتزامات المدرسية وضغوط الحياة والاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية، يفشل كثيرون في تحقيق هذه المدة.

أما عن كيفية تحديد وقت النوم المثالي، ينصح الدكتور شاه بحساب موعد الاستيقاظ المطلوب، ثم طرح عدد الساعات اللازمة للنوم حسب عمر الطفل؛ فبهذه الطريقة يُمكن وضع جدول نوم منتظم يدعم التوازن الذهني والجسدي.

النوم: دواء طبيعي يتحكم في مستقبل طفلك وصحته النفسية

يشدد الدكتور شاه على أن النوم هو “أفضل دواء طبيعي؛ آمن ومجاني ولا يحتاج لوصفة طبية”، ويشمل تأثيره الإيجابي:

• تقوية الانتباه والذاكرة
• تحسين التنظيم السلوكي والتحكم في العواطف
• دعم الصحة النفسية والجسدية
• رفع مستوى جودة الحياة بشكل عام

ليست ساعات النوم المثالية مجرد أرقام، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل الطفل، وتوفيرها بشكل منتظم يضمن نموًا صحيًا، وسلوكًا متزنًا، ونجاحًا أكاديميًا مستدامًا؛ حيث أن كل ساعة إضافية تتم إضافتها لفترة نوم الطفل داخلة في بناء مستقبل صحي وسليم، يُشكل فارقًا كبيرًا على الصعيد الذهني والنفسي.