كيف تحولت الإمارات إلى نموذج رائد في مكافحة الإجهاد الحراري للعمال؟

تشهد دولة الإمارات خلال فصل الصيف جهداً متنامياً في إطلاق المبادرات الإنسانية التي تستهدف حماية العمال الميدانيين من مخاطر الإجهاد الحراري، مما يعكس اهتمام المجتمع الإماراتي وحرصه على سلامة هؤلاء العمال ورفاهيتهم. تأتي هذه المبادرات متنوّعة في أساليبها، وتشمل توفير مظلات مكيفة، وتقديم مياه وعصائر باردة، بالإضافة إلى توزيع النظارات الشمسية وواقيات الشمس، مع تنفيذ حملات توعية مستمرة حول مخاطر التعرض للحر الشديد.

تنوع المبادرات الإنسانية لحماية العمال من الإجهاد الحراري في الإمارات

تتنوع المبادرات الموجهة لحماية العمال من الإجهاد الحراري لتشمل أدوات ووسائل متعددة تلائم طبيعة العمل تحت الشمس الحارقة؛ حيث تقدم مؤسسات رسمية وأهلية مظلات مكيفة تتيح للعمال لحظات استراحة مريحة، بجانب توفير العصائر والمثلجات التي تساعد في ترطيب الجسم وحمايته من الجفاف، كما توزع الوجبات الغذائية المتكاملة التي تعزز من مقاومة العاملين للتعب الحراري. هذه الجهود لا تقتصر على الجانب المادي فقط، بل تشمل حملات توعية تثقيفية تُعزز الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض لفترات طويلة للحرارة.

دور الجهات الحكومية والخاصة في دعم رفاهية العمال خلال الصيف الحار

وزارة الموارد البشرية والتوطين تبرز كمثال في هذا المجال من خلال توفير أكثر من 10 آلاف استراحة مكيفة مجهزة بوسائل الراحة المختلفة لعمال خدمات التوصيل في كافة مناطق الدولة، وذلك خلال فترة تطبيق حظر العمل وقت الظهيرة الممتدة من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر. وبالتزامن، تنفذ الجهات الأخرى مبادرات مميزة مثل الاتحاد النسائي العام الذي يواصل تقديم مبادرة “سقيا الماء/ فاطمة بنت مبارك” في أبوظبي، والتي تشمل توزيع المياه والعصائر والتمر إلى جانب توفير مظلات ووسائل حماية تساعد في تخفيف أعباء الحر.

مبادرات مجتمعية وإنسانية متنوعة تعزز حماية العمال من حرارة الصيف

تمثل مبادرة “برد صيفهم” التي نفذتها شرطة أبوظبي بمدينة العين نموذجاً واضحاً على تنوع المبادرات، حيث تم توزيع المياه والنظارات الشمسية وواقيات الشمس، بالتعاون مع بنك أبوظبي الأول، وبالتنسيق مع الجهات العمالية. كما نجحت إدارة المرور والدوريات الأمنية في العين بإطلاق حملة “معًا لظل آمن” التي استهدفت 500 عامل، وركزت على توفير عبوات مياه باردة وقبعات شمسية لحمايتهم من أشعة الشمس. من جهتها، دعمت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم حملة “ثلاجة الفريج” في دبي، التي وزعت خلال شهر واحد أكثر من مليون عبوة مياه وعصائر ومثلجات على العمال عبر سيارات مبردة وثلاجات ثابتة في مساكنهم، وفي عجمان نظم الهلال الأحمر مبادرة “لنروي عطشهم” التي استفاد منها أكثر من 600 عامل. كذلك، شاركت جمعية بيت الخير بتوزيع 550 وجبة غذائية مرفقة بالمياه والعصائر ضمن حملة حظر العمل وقت الظهيرة، ما يعكس روح التعاون والعمل الجماعي في دعم العمال.

هذه المبادرات تعكس اهتمام دولة الإمارات بحقوق العمال وتوفير بيئة عمل صحية تحميهم من مخاطر الطقس الحار، مما يعزز من ثقافة الرفق والتكافل الاجتماعي بين كافة فئات المجتمع الإماراتي.