كيف يحدد رقم 10 في ريال مدريد مستقبل مبابي بعد محطات أوزيل ومودريتش؟

ارتدى كيليان مبابي الرقم 10 مع ريال مدريد بداية الموسم الجديد، وهو الرقم المفضل له الذي يحمله في صفوف منتخب فرنسا، بعد أن كان يرتدي سابقًا الرقم 9 مع الفريق الملكي ورقم 7 مع باريس سان جيرمان؛ لكن الطريق الذي يمثله الرقم 10 في ريال مدريد شهد تاريخًا معقدًا، يبدأ من لعنة أوزيل وينتهي بمسيرة مودريتش الأسطورية.

تاريخ الرقم 10 في ريال مدريد بين لعنة أوزيل وتألق مودريتش

لطالما كان الرقم 10 في ريال مدريد مفاجئًا؛ فقد حمله العديد من النجوم لكن القليل منهم حقق النجاح أو الاستمرارية، ففي بداية العقد الماضي، انتقل مسعود أوزيل إلى ريال مدريد برقم 10 قادمًا من فيردر بريمن، حيث أظهر موهبة لافتة وصنع تأثيرًا بارزًا مع الفريق الملكي، خاصة في تتويج اللوس بلانكوس بلقب الدوري الإسباني؛ غير أن إدارة الفريق لم تكن متفقة معه حول تجديد العقد بعد وصول جاريث بيل، مما أدى إلى انتقاله إلى آرسنال في صفقة قياسية آنذاك، فشلت في كسر لعنة الرقم 10 التي تناقلها أكثر من لاعب من قبله.

أبرز نجوم الرقم 10: من روبينيو إلى ويلسي شنايدر واللاعبين الذين لم يتركوا بصمة

حمل عدد من اللاعبين الرقم 10 في ريال مدريد عسى أن يكسروا نذر سوء الحظ؛ من أبرزهم روبينيو الذي انضم عام 2005 واستطاع المساهمة في فوز الفريق بلقب الدوري مرتين، لكنه اختار الرحيل إلى مانشستر سيتي في عام 2008، مما ترك الرقم متاحًا ليأتي بعده ويسلي شنايدر الذي فاز بلقب الدوري وكأس السوبر الإسباني، لكنه لم يحقق الاستقرار مع الفريق وغادر سريعًا إلى إنتر ميلان. كذلك، ارتدى لاسانا ديارا الرقم 10 لكنه لم يظهر بالمستوى المتوقع، فانصرف عنه مبكرًا، مما أثر في استمرار سمعة الرقم السيئة.

مودريتش يُعيد الحياة إلى الرقم 10 ويوجه مبابي نحو مستقبل جديد في ريال مدريد

عندما استلم لوكا مودريتش الرقم 10 في ريال مدريد، شهد الرقم تحولا تاريخيًا؛ فقد حول اللاعب الكرواتي الرقم من “لعنة” إلى رمز للتتويج، حيث حقق مع الفريق 28 لقبًا، مما جعله أكثر اللاعبين تتويجًا في تاريخ النادي، قبل أن يغادر إلى ميلان نهاية 2023. وبمعرفة النجم الفرنسي مبابي لهذا التاريخ، فإنه يقع أمام تحدٍ كبير لإعادة كتابة قصة الرقم 10 في ريال مدريد، خاصة بعد نجاح مودريتش الذي أسس معيارًا عاليًا للاعب يرتدي الشهرة والرقم معًا، ليبدأ مبابي فصلاً جديدًا يتطلب استمرارية ونجاحات تحل مكان اللعنات السابقة.

مبابي، الذي اخترق النجومية مبكرًا في عالم كرة القدم، يواجه مهمة ليست سهلة في ريال مدريد؛ الرقم 10 يمثل له تحديًا خاصًا يجب أن يثبت من خلاله قدرته على المواصلة في مسيرة التألق والتتويج التي رسمها له أساطير سابقون، خصوصًا أن الرقم لم يكن في كثير من الأحيان حليفًا للاعبين في صفوف الملكي، ومن ثم عليه أن يوازن بين ضغط التوقعات وحجم مهاراته التي أهّلته للحصول على هذا الشرف الكبير.