«لأول مرة» إسرائيل توافق على دخول مساعدات إلى غزة وسط تصاعد التوترات

«لأول مرة» إسرائيل توافق على دخول مساعدات إلى غزة وسط تصاعد التوترات
«لأول مرة» إسرائيل توافق على دخول مساعدات إلى غزة وسط تصاعد التوترات

سمحت إسرائيل صباح الإثنين بدخول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في خطوة غير مسبوقة منذ بداية مارس، وتعكس هذه الخطوة استجابة للضغوط الدولية التي تطالب بفتح ممرات إنسانية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر، حيث يتفاقم الوضع الإنساني نتيجة لغياب الإمدادات الأساسية من غذاء ودواء ووقود نتيجة الحصار الممتد منذ أشهر طويلة.

إسرائيل تشترط ممرات إنسانية محددة الأهداف

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فتح الممرات الإنسانية ليس التزامًا طويل الأمد بل يأتي تحت شروط محددة، حيث أوضح أن الممر الآمن المخصص لإدخال المساعدات مرتبط بضمان الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر والمحتجز لدى حركة حماس، وأضاف نتنياهو أن إسرائيل لا تزال تضع المساعدات تحت إطار تفاوضي دقيق لا ضمانات فيه لإمدادات مستمرة، ويرى بعض المراقبين أن هذا يعكس سياسة إسرائيلية تهدف لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.

التطورات بين حماس والإدارة الأمريكية بشأن الجندي المحتجز

من جانب آخر، صرحت حركة حماس عن استعدادها للإفراج عن الجندي الأمريكي ألكسندر، وأشارت إلى تواصل مباشر وغير مباشر مع الإدارة الأمريكية بهدف الوصول إلى اتفاق شامل، وأوضحت التقارير أن الإدارة الأمريكية تسعى لتعزيز الهدنة الحالية وفتح قنوات إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة، وتدرك حماس أن استجابتها قد تسهم في كسر الحصار بشكل أكبر، لكن إسرائيل تواصل التلويح بشروط تجعل من الاتفاقيات الإنسانية أمورًا مشروطة تخدم مصالح الاحتلال أولاً.

دور أمريكي جديد وإقصاء للآليات الأممية

بالتزامن مع هذه التطورات، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف لإدارة توزيع المساعدات داخل قطاع غزة من خلال هيكلية أمريكية محددة تقلص من دور الأمم المتحدة، وتحدثت تقارير عن أن هذه الآلية قد تغيّر جذريًا طريقة إدارة الشؤون الإنسانية في الساحة الفلسطينية، إلا أن الخطوة جوبهت بانتقادات من منظمات دولية اعتبرتها تقويضًا لدور الأمم المتحدة وضربة لمنظومة العمل الإغاثي التقليدية، ويرى البعض أن هذا يعكس انحياز السياسة الأمريكية للمصالح الإسرائيلية على حساب الاعتبارات الدولية.

جدير بالذكر أن الأزمة الإنسانية في غزة لا تزال مستمرة رغم إدخال شاحنات المساعدات، إذ تشير التقارير إلى أن الشحنات لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية، ولم تتكامل الجهود الدولية حتى الآن لإيجاد حلول مستدامة للوضع الكارثي في القطاع. وقد دفعت الظروف بعض الجهات إلى مطالبة المجتمع الدولي بتوفير حماية أكبر للمدنيين وإلزام إسرائيل بفتح ممرات دائمة وغير مشروطة لإدخال المساعدات الحيوية.