
الهجمات الإسرائيلية على اليمن أثارت اهتمامًا واسعًا وطرحت العديد من التساؤلات حول أهدافها الحقيقية، ففي حين أعلنت إسرائيل استهدافها لمواقع تابعة لجماعة الحوثي، أشار صحفيون يمنيون إلى أن القصف لم يطال المليشيات بشكل مباشر، بل استهدف بنى تحتية مدنية، مما يعمق من معاناة الشعب اليمني الاقتصادية والإنسانية. هذه العمليات تركت العديد من الشكوك حول النوايا والسياسات المرتبطة بها.
الهدف من الغارات الإسرائيلية ضد الحوثيين
الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة ومصنع الأسمنت في مديرية باجل يُظهر تناقضات واضحة في الأهداف المعلنة، فبينما برر جيش الاحتلال الغارات بأنها تستهدف تعزيزات عسكرية تابعة للحوثيين، كشفت تقارير محلية ودولية بأن الخسائر اقتصرت على بنى تحتية مدنية تعود بالضرر المباشر على الشعب اليمني، وفي هذا السياق قال الصحفي أحمد عايض إن “ما تم قصفه هو منشآت مدنية أساسية للشعب”، مضيفًا أن غياب الخسائر الحوثية يشير إلى أن العملية قد تخفي دوافع سياسية أكبر، من أبرزها منح الحوثيين تعاطفًا دوليًا
يُذكر أن التصعيد تم تبريره من الجانب الإسرائيلي كرد فعل على إطلاق صاروخ فرط صوتي باتجاه مطار بن غوريون، إلا أن الإضرار بمنشآت ذات طابع اقتصادي يعيد التفكير في الدور الحقيقي لهذه الهجمات ومدى انسجامه مع القانون الدولي.
القصف وتأثيره على ميناء الحديدة
ميناء الحديدة، الذي يُعتبر من أهم المرافق الحيوية في اليمن، تضرر بشكل كبير إثر الغارات الجوية، فقد أشار الصحفي بسيم الجناني إلى أن الميناء خرج عن الخدمة بعدما استهدفت الهجمات الأرصفة والبنية التشغيلية بشكل مباشر، والجدير بالذكر أن هذا الميناء يمثل شريان حياة لملايين اليمنيين في شمال البلاد، حيث تعتمد عليه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين للحصول على المواد الغذائية الأساسية والوقود فضلاً عن المساعدات الإنسانية. كان من المتوقع أن يبقى الميناء تحت آلية رقابة أممية وفق اتفاق ستوكهولم 2018، لكن العمليات الأخيرة تعزز قبضة الحوثي وتقوض أي مساع أممية لتحييده.
التداعيات الاقتصادية التي ترتبت على تدمير ميناء الحديدة فادحة، فقد يؤدي تدمير البنية التحتية إلى تأخير المساعدات وتفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة، لا سيما في وقت تضع فيه الحرب والأزمة العالمية الغذاء على رأس الأزمات التي يحتاج الشعب اليمني لحلها بشكل عاجل.
ردود فعل الحوثيين على الهجمات الإسرائيلية
أعلنت حكومة الحوثيين غير المعترف بها رفضها للهجمات الإسرائيلية، وتوعّدت بتوسيع بنك أهدافها للرد، فقد صرّح هاشم شرف الدين، المتحدث باسم الحكومة، أن الضربات الأخيرة ستدفع الجماعة لاستهداف العمق الإسرائيلي باستخدام “ضربات نوعية”، كما اتهم شرف الدين إسرائيل بالعمل على زعزعة الأمن الإقليمي وتعميق معاناة الشعب اليمني بغطاء دولي. من ناحيتها أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن الهجمات أسفرت عن إصابة 21 مدنيًا، مؤكدة أن الأضرار طالت منشآت مدنية أساسية.
تحليل المشهد ينبئ بتصعيد محتمل قد تتسبب فيه هذه الهجمات، حيث تستغل الجماعات مثل الحوثيين هذه الضربات لتوظيفها سياسيًا وإعلاميًا لكسب المزيد من الدعم الدولي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في اليمن والمنطقة بأسرها.