«لحظات ثمينة» لماذا لا نستمتع بلحظاتنا الحاضرة ونعيشها بوعي؟

«لحظات ثمينة» لماذا لا نستمتع بلحظاتنا الحاضرة ونعيشها بوعي؟
«لحظات ثمينة» لماذا لا نستمتع بلحظاتنا الحاضرة ونعيشها بوعي؟

الكلمة المفتاحية: أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة

أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة منتشرة بين الكثيرين في حياتنا اليومية، نعيش مشغولين بالتخطيط للمستقبل أو الندم على الماضي، وننسى أن الحاضر هو المكان الحقيقي الذي نمتلكه، نمر بأيامنا دون أن نشعر بتفاصيلها أو نفهم قيمتها، وهذه الغفلة تسبب شعورًا دائمًا بعدم الرضا أو القلق، فتتحول لحظات الفرح إلى مجرد ذكريات بعيدة أو فرص مهدرة.

كيف تكشف أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة عن تحدياتنا النفسية

الإنسان بطبيعته يعاني من ظاهرة «السفر الذهني» بين الماضي والمستقبل، مما يجعل الحاضر أقل أهمية في مخيلته، وهذا ما يعرفه العلماء بأنه نشاط الشبكة الافتراضية في الدماغ، التي تأخذنا إلى التفكير المستمر والتخطيط دون توقف، وهذا قد يسبب لنا اضطرابات مثل القلق المستمر أو الشعور بالتشتت، فالدماغ لا يريح نفسه بحق بل يشتغل بحثًا عن المخرجات والحلول، حتى ولو كانت وهمية، ولذلك سرعان ما نجد أنفسنا نبتعد عن اللحظة الراهنة التي تحمل كل ما نحتاجه في واقعنا، ونفقد شعورنا بالرضا والسلام الداخلي.

أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة وتأثيرها على جودة حياتنا اليومية

الغفلة عن اللحظة الراهنة تجعلنا نفوت تفاصيل مهمة قد تصنع الفرق، كما حصل مع العديد من الناس الذين أدركوا لاحقًا قيمة تلك اللحظات التي كانوا يستهينون بها، مثل ضحكات الأطفال أو لحظات الهدوء التي لم يتمتعوا بها، ولهذا السبب نصح خبراء الصحة النفسية بممارسة تقنيات اليقظة الذهنية التي تعيدنا إلى الحاضر بشكل واعٍ، ونجد أن الاستمتاع باللحظة ليس ترفًا بل ضرورة لتعزيز الصحة النفسية وتقليل التوتر، وتظهر الدراسات مدى ارتباط اليقظة الذهنية بتحسين جودة النوم، والتركيز، والشعور العام بالسعادة، ويُعتبر التمرين المستمر الذي يركز على الحواس الخمسة وسيلة فعالة لإعادة ترتيب العلاقة مع اللحظة الراهنة.

دور شبكات التواصل في تعميق أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة

شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا غير مباشر في تعميق أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة، بسبب ظاهرة المقارنات الاجتماعية التي تولد شعورًا دائمًا بالنقص أو الفشل، الناس يعرضون أفضل لحظاتهم المفبركة، وهذا بدوره يجعل الكثير من المتابعين يشعرون أنهم متأخرون، ولا يحققون ما يجب، فيغرقون في دوامة من القلق والغيرة، وأحيانًا يدفع هذا الشعور إلى الإدمان على التحقق من الإشعارات، والتصفح المستمر، مما يزيد من التشتت والغفلة عن الواقع، لذا يُنصح بإدارة وقت استخدام هذه المنصات والتنبه للمحتوى الذي نتابعه والاهتمام بما يضيف لنا فعلاً لا ما يسرقنا.

  • ابدأ بخطوات بسيطة مثل التوقف عن التحقق المتكرر من الهاتف،
  • مارس تمارين التنفس العميق لمدة 90 ثانية عند الشعور بالتوتر،
  • جرّب لعبة الحواس الخمسة للتركيز على الحاضر بشكل طبيعي وممتع،
  • قلّل عدد الحسابات التي تتابعها على وسائل التواصل لتجنب المقارنات السلبية،
  • احرص على ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل بانتظام للحفاظ على اتصال حقيقي مع اللحظة.
التمرين الفائدة
التنفس ببطء لمدة 90 ثانية تخفيف التوتر وتجديد نشاط الدماغ
اللعب بحواس الحواس الخمسة زيادة الانتباه والتركيز على الحاضر
تحديد أوقات محدودة لاستخدام الهاتف تقليل التشتت وتحسين جودة الوقت
التأمل واليقظة الذهنية تعزيز الهدوء الداخلي والرضا النفسي

الأمر يتلخص في أننا بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتنا، ليس بملاحقة غد مجهول أو الندم على ما فات، بل بالحضور الكامل في اليوم الذي نعيشه الآن، لأن هذه اللحظات البسيطة هي التي تشكل قصتنا الحقيقية، وتجعلها تستحق أن نعيشها بكل تفاصيلها، بلا تكلف أو تأجيل، وبهذا تدرك أن أزمة الغفلة عن اللحظة الراهنة ليست مجرد مشكلة نفسية بل فرصة نغفل عنها لإعادة اكتشاف حياتنا وأجمل ما فيها.