لغز تحرك القطب المغناطيسي للأرض.. ما تأثير هجرته نحو سيبيريا عليك؟

القطب المغناطيسي الشمالي للأرض يتحرك بسرعة غير مسبوقة من موقعه التقليدي في القطب الكندي نحو سيبيريا، مما أثار تساؤلات واسعة بين العلماء حول أسباب هذا التغير الغامض وغير المسبوق. هذه الظاهرة التي كانت تحدث بشكل بطيء تحولت في العقدين الأخيرين إلى حركة سريعة تجاوزت 55 كيلومتراً سنوياً، وهو ما أثر بشكل ملموس على العديد من أنظمة الملاحة والطبيعة حول العالم.

القطب المغناطيسي الشمالي وخطورته في ظل تسارعه الغريب

لطالما كان تحرك القطب المغناطيسي الشمالي ظاهرة طبيعية تحدث ببطء، حيث كانت الوتيرة المعتادة لا تتجاوز 10 كيلومترات سنوياً، لكن منذ تسعينيات القرن الماضي شهد هذا التحرك تسارعاً ملحوظاً، مما دفع القطب إلى الاقتراب بوتيرة متسارعة من الأراضي الروسية في سيبيريا، وفقاً لما أوضح موقع “Eco Portal”. هذا التسارع غير المسبوق في حركة القطب أثار اهتمام العلماء الذين وصفوا التغير بأنه غامض وغير معتاد، وقد أربك هذا التحرك سرعة ودقة الأجهزة التي تعتمد على هذا المجال في تحديد الموقع والملاحة.

الأسباب العلمية وراء تحرك القطب المغناطيسي الشمالي بسرعة غير مسبوقة

يرجع العلماء هذا التحرك السريع إلى تغيرات جوهرية تحدث داخل نواة الأرض التي تضم حديداً منصهراً يتحرك بشكل مستمر في ما يُعرف بالدينامو الجيولوجي، المسؤول عن توليد المجال المغناطيسي للأرض. وفقاً لتقرير مجلة “سميثسونيان”، هناك توازن مغناطيسي دقيق قائم بين كتلة كندا المغناطيسية وقوة متزايدة في سيبيريا تؤدي إلى حالة من الشد والجذب، حيث تضعف القوة المغناطيسية الكندية بينما تزداد في الجانب السيبيري، مما يفسر انجراف القطب نحو روسيا بهذا الشكل السريع وغير المتوقع.

تأثير تحرك القطب المغناطيسي الشمالي على الملاحة وهجرة الحيوانات

لا يقتصر تأثير حركة القطب المغناطيسي الشمالي السريعة على التكوين الجيولوجي فقط، بل يمتد إلى مجالات عدة حول العالم، أهمها أنظمة الملاحة الجوية والبحرية التي تعتمد بدقة على الموقع المغناطيسي للأرض. إضافة إلى ذلك، تتأثر الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي في تحديد مسارات هجرتها، مثل الحيتان والسلاحف البحرية والفراشات والطيور المهاجرة، بما يشكل خطراً على دقة اتجاهاتها. لهذا السبب، اضطرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA) إلى تحديث “النموذج المغناطيسي العالمي” بشكل عاجل للحفاظ على دقة أنظمة الملاحة.

• تزايد سرعة تحرك القطب المغناطيسي الشمالي بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين
• تأثير هذه الحركة على دقة أنظمة الملاحة الدولية
• تأثيرٍ مباشر على هجرة الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي
• تغيرات في نواة الأرض ووجود شد وجذب مغناطيسي بين كندا وسيبيريا

وفي تصريح له لمجلة “سميثسونيان”، أكد ويليام براون، خبير نماذج المجال المغناطيسي العالمي في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، أنهم لم يشهدوا منذ اكتشاف القطب المغناطيسي عام 1831 مثل هذا السلوك المتسارع، مبيناً أن الظاهرة الراهنة تتجاوز كل التوقعات وتستدعي متابعة دقيقة لفهم تبعاتها المستقبلية. هذا الانجراف السريع للقطب المغناطيسي يفتح أبواباً جديدة لفهم ديناميكيات الأرض وتأثيراتها المباشرة على الكرة الأرضية بأكملها.