لماذا يشعر الرجال بالنعاس بعد العلاقة؟ تفسير علمي يكشف لك الحقيقة

لماذا يشعر الرجال بالنعاس بعد ممارسة الجنس؟ ما لا تعرفه عن العلاقة بين المتعة والنوم هو سؤال تتكرر إثارته خصوصًا بين النساء اللواتي يلاحظن ميل شركائهن للخلود للنوم مباشرة بعد العلاقة الحميمة. الشعور بالنعاس لدى الرجال بعد الجنس ليس مجرد صدفة أو تعبير عن الملل، بل يرتبط بعمليات بيولوجية ونفسية معقدة تحدث داخل الجسم والعقل.

التفسير البيولوجي لسبب شعور الرجال بالنعاس بعد ممارسة الجنس

بعد القذف، يفرز دماغ الرجل مجموعة من المواد الكيميائية التي تؤثر بشكل مباشر على الشعور بالراحة والنعاس، أبرزها هرمون البرولاكتين. البرولاكتين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعمليات الشبع الجنسي ويُفرز بمستويات مرتفعة بعد الجماع، مما يسبب الخمول والرغبة في النوم سريعا. إلى جانب البرولاكتين، تساهم هرمونات أخرى مثل الأوكسيتوسين والفازوبرسين والسيروتونين في تعزيز هذا الشعور بالاسترخاء، حيث تحفز إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن ضبط دورة النوم والاستيقاظ، مما يجعل النوم بعد ممارسة الجنس رد فعل طبيعي لجسم الرجل.

لماذا يشعر الرجال بالنعاس بعد ممارسة الجنس أكثر من النساء؟ عوامل نفسية وجسدية تؤثر

الفرق بين الرجال والنساء في استجابة الجسم بعد الجماع يعود أساسًا إلى تركيز هرمون البرولاكتين، الذي يفرز بكميات أعلى لدى الرجال بعد الجنس الكامل مقارنة بممارسة العادة السرية. إضافة إلى هذا، يلعب الجهد البدني المبذول دورًا هامًا؛ إذ يميل الرجال إلى استخدام طاقة أكبر أثناء العلاقة مقارنة بالنساء، ما يترك الجسم مرهقًا ويسهل عليه الدخول في مرحلة الاسترخاء والنوم. كذلك، توقيت الجماع غالبًا ما يكون في الليل ضمن بيئة هادئة ومريحة تساعد الدماغ على الإحساس بالحاجة للراحة. نفسياً، الوصول إلى الذروة يتطلب تركيزًا شديدًا وإخمادًا لضغوط الحياة، ما يؤدي إلى حالة من الاسترخاء العميق تحفز النعاس.

عوامل متعددة تفسّر الفرق في النعاس بين الجنسين

  • ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين بعد الجماع عند الرجال
  • إفراز الأوكسيتوسين والفازوبرسين المرتبطين بالروابط العاطفية وتنظيم النوم
  • الجهد الجسدي الأكبر الذي يبذله الرجال أثناء العلاقة
  • توقيت العلاقة في الغالب خلال ساعات المساء أو الليل
  • تأثير الاسترخاء النفسي بعد الوصول للنشوة الجنسية

العلاقة بين الجنس والنوم من منظور تطوري وعاطفي

من زاوية تطورية، قد يبدو أن النوم بعد الجنس يتعارض مع الهدف الأساسي للرجل في تكاثر النسل، لكنه في الواقع يُعد وسيلة فعالة لاستغلال فترة “إعادة الإنعاش” التي تجعل استمرارية العلاقة فورًا غير ممكنة. الهرمونات التي تفرز أثناء الجماع، مثل الأوكسيتوسين والفازوبرسين، تساعد أيضًا على تعزيز الترابط العاطفي بين الشريكين، مما يدعم استقرار العلاقة ويزيد فرص تربية الأطفال بنجاح. الربط بين الجنس والنوم يمتد إلى التأثير النفسي أيضًا، حيث يسهم استرخاء الرجل بعد القذف في شعور عميق بالراحة والطمأنينة، لكن هذا قد يتسبب في شعور بعض النساء بالإحباط بسبب حاجتهن للتواصل بعد العلاقة. رغم ذلك، النوم بعد الجنس ليس تعبيرًا عن تجاهل أو قلة مودة، بل هو استجابة فسيولوجية طبيعية.

الهرمون دوره عند النوم بعد الجنس
البرولاكتين يحرض الشعور بالخمول والنعاس بعد القذف
الأوكسيتوسين يعزز الترابط العاطفي ويحفز إفراز الميلاتونين
الفازوبرسين يساهم في تعميق الروابط بين الشريكين وتنظيم النوم
الميلاتونين ينظم دورة النوم واليقظة

النعاس بعد ممارسة الجنس ليس مجرد شعور عابر، بل هو نتيجة طبيعية لتفاعل معقد بين هرمونات تتحكم في الجسم والعقل، إلى جانب العوامل النفسية والجسدية التي تحيط بالعلاقة. هذه الظاهرة ليست دلالة على قلة الاهتمام أو مشكلة عاطفية، بل تعكس استجابة فسيولوجية ضرورية تساعد على استعادة الطاقة وتجديد النشاط. إدراك هذه الحقيقة يفتح الباب لفهم أفضل بين الشريكين، ويقلل من سوء التفسير الذي قد يؤثر على جودة العلاقة الحميمية.