مؤسسة “هند رجب” تعلن هوية الضابط الإسرائيلي المسؤول عن مقتل عائلتها

في خطوة جادة نحو تحقيق العدالة الدولية، أعلنت مؤسسة “هند رجب” تقديم شكوى لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد المجرمين المتسببين في مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب وعائلتها. هذا التحرك القانوني يأتي في ذكرى ميلاد الطفلة التي كانت ستطفئ شموع عامها السابع، ولكنه تحول إلى نداء عالمي من أجل محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب.

أهمية شكوى هند رجب في محاسبة مجرمي الحرب

تعتبر الشكوى التي قدمتها مؤسسة “هند رجب” خطوة نوعية تهدف لكسر حاجز الإفلات من العقاب الذي طالما تمتع به المتورطون في جرائم الحرب. توصلت التحقيقات التي استمرت عاماً كاملاً إلى تحديد هوية الضابط المسؤول عن العملية العسكرية، المقدم بني أهارون، الذي كان يقود اللواء المدرع 401 خلال الأحداث. تحقيقات المؤسسة كشفت عن تفاصيل مروّعة، حيث تعرضت أسرة هند لهجوم بالدبابات الإسرائيلية تلاه قصف لسيارة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، مما زاد من حجم الخسائر المأساوية وأظهر وحشية الهجوم على المدنيين؛ هذا النوع من الجرائم يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

التحقيقات الدولية ومسار العدالة

عمل فريق مؤسسة “هند رجب” بالتنسيق مع منظمات دولية مثل “فورنسك أركتكشر” و”سكاي نيوز” لتوثيق الجريمة وجمع أدلة دقيقة تؤكد مسؤولية الضباط الإسرائيليين. تم تحديد الأسماء والقادة الميدانيين في وحدة الدبابات المشاركة، وتم توثيق الهجوم بالكامل، مما يضع المسؤولين أمام عدالة تاريخية. تأتي أهمية هذا التحقيق أيضاً في كونه نواة لمزيد من الشكاوى القانونية ضد المتورطين، بموجب مبدأ الاختصاص العالمي الذي يتيح محاكمة مرتكبي الجرائم في أي مكان. تسعى المؤسسة إلى تحقيق ذلك من خلال حشد الدعم الدولي لتقديم هؤلاء الضباط إلى العدالة.

رسالة مؤسسة هند رجب للمجتمع الدولي

تحمل مؤسسة “هند رجب” اسم الطفلة التي سقطت ضحية واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، وتسعى بجهود حثيثة لأن يتحول استشهادها إلى نقطة تحول في نظام العدالة الدولي. أكدت المؤسسة أن تقديم هذه الشكوى ليس انتقاماً بقدر ما هو خطوة قانونية وإنسانية مبنية على أدلة دامغة، تهدف لمواجهة الفكر الذي يبرر الجرائم الجماعية ضد الأبرياء. وتعهّدت المؤسسة بالمضي قدماً حتى تحقيق العدالة لهند ولعائلتها، معلنة أن نضالها القانوني هو رسالة مفتوحة للعالم لرفض الإفلات من العقاب.

في النهاية، تسلط قضية هند رجب الضوء على أهمية محاسبة المتورطين في جرائم الحرب. جهود المؤسسة لا تستند فقط إلى كشف الحقيقة، بل أيضاً إلى صنع الأثر الذي يمنع حدوث جرائم مماثلة مستقبلاً، مؤكدة أن صوت هند سيدوي في قاعات العدالة الدولية حتى يتحقق الإنصاف لروحها البريئة وعائلتها.