«مبادرة سلام».. إيران تعلن دعمها للوحدة اليمنية بخطوة لافتة جديدة

«مبادرة سلام».. إيران تعلن دعمها للوحدة اليمنية بخطوة لافتة جديدة
«مبادرة سلام».. إيران تعلن دعمها للوحدة اليمنية بخطوة لافتة جديدة

في الوقت الذي تعاني فيه اليمن من أزمة سياسية وعسكرية متفاقمة، أطلق سلطان السامعي، نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في صنعاء، مبادرة للمصالحة الوطنية بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية الخامسة والثلاثين. تأتي هذه الخطوة من شخصية تُعتبر قريبة من إيران ومصنفة بأنها “رجل طهران الثاني في اليمن”، حيث يدعمها مباشرة النظام الإيراني بموارد مالية مستقلة عن جماعة الحوثي.

مبادرة الوحدة اليمنية والاتجاه نحو التسوية السياسية

كشف سلطان السامعي عن رؤيته لكيفية إنهاء الأزمة اليمنية، مؤكداً على فشل الحلول العسكرية التي أثبتت عجزها عن تحقيق السلام بين القوى الوطنية. أشار السامعي إلى أن الخيار الوحيد المتاح أمام اليمنيين لتجاوز المحنة الراهنة هو الحوار والتفاهم السلمي. هذه المبادرة أثارت جدلاً واسعًا بشأن النوايا الحقيقية خلفها، بما أن السامعي يتمتع بدعم سخي من طهران التي تحاول، على ما يبدو، التدخل بطرق سلمية ظاهريًا لتحقيق مكاسب استراتيجية في المنطقة.

الدور الإيراني في تحريك مشهد المصالحة اليمنية

تأتي هذه المبادرة في سياق الدعم الإيراني المستمر، حيث مولت إيران مشاريع إعلامية مثل تأسيس قناة “الساحات” الفضائية التي تعد أداة للترويج لمواقف موالية للسامعي وطهران. أُنشئت قناة الساحات بتمويل إيراني، ويتم بث قنواتها من طهران بعدما تم حظرها من بيروت بطلب من الحكومة اليمنية. تدل هذه الخطوة الإعلامية على محاولة إيرانية لتثبيت تأثيرها في المنطقة عبر إيجاد منصة لنقل وجهات النظر التي تخدم أجندتها السياسية في اليمن. السؤال المحوري هنا، هل اهتمام إيران بالمصالحة يمثل نية صادقة لتحقيق الاستقرار، أم أنه غطاء لطموحات أوسع؟

تحديات استجابة الأطراف اليمنية للمبادرة

تشير التطورات إلى أن تحقيق المصالحة لا يزال يواجه معضلات كبيرة ترتبط بانعدام الثقة بين الأطراف اليمنية، فضلاً عن التدخلات الإقليمية والدولية المستمرة. يتطلب نجاح المبادرة وجود التزامات واضحة من جميع الأطراف، بالإضافة إلى تبني موقف حيادي وداعم من الدول المؤثرة في المشهد اليمني. يجب النظر إلى هذه الجهود بوصفها فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية إذا ما تم تبنيها من قِبل مختلف القوى الفاعلة في البلاد.

العنوان القيمة
الدعم الإيراني تمويل قناة الساحات والمبادرات السياسية
التحديات اختلاف الأجندات وغياب الثقة بين الأطراف
الفرصة تحقيق مصالحة وطنية وشاملة

في ختام الأمر، يعتمد نجاح دعوة السامعي والوحدة اليمنية على قدرة الأطراف السياسية والاجتماعية على تجاوز الخصومات والعمل على صياغة رؤية مشتركة تعزز مصالح اليمن بعيدًا عن التدخلات الخارجية. المصالحة الشاملة قد تكون الخطوة الأولى نحو بناء يمن موحد ومستقر، ولكن الأمر يتطلب إرادة حقيقية من الجميع لاتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع.