«مبادرة مبتكرة» أبوظبي تطلق «مسراح» لتعزيز الهوية الوطنية والصحة المجتمعية

تمثل مبادرة «مسراح» التي أطلقتها أبوظبي خطوة رائدة لتأكيد الهوية الوطنية الإماراتية وتعزيز الصحة المجتمعية، حيث تأتي ضمن فعاليات “عام المجتمع” الذي يهدف إلى تحقيق تلاحم بين أفراد المجتمع والشباب خاصة، من خلال الجمع بين الأنشطة البدنية واستحضار التاريخ والثقافة التراثية في آنٍ واحد، مما يعكس رؤية وطنية متكاملة لبناء مجتمع متماسك وواعٍ بقيمه وموروثاته.

مبادرة مسراح لتعزيز الهوية الوطنية الإماراتية

مبادرة «مسراح» ليست مجرد فكرة، بل هي برنامج وطني ملهم يعكس التزام دولة الإمارات بالنهوض بالهوية الوطنية وترسيخ القيم الإماراتية العريقة من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات المبتكرة، تشمل مسيرات ميدانية تمتد لمسافات تصل إلى 1,000 كيلومتر، تحاكي رحلات التنقل التقليدية التي عاشها الآباء المؤسسون، فتتيح للشباب فرصة استكشاف تاريخهم وتجربته بشكل مباشر، متيحة لهم فهمًا أعمق لثقافتهم الحافلة بملامح متجددة.

تمزج المبادرة بين أنشطة رياضية مثل المشي وركوب الإبل مع تجارب تراثية تعكس أنماط الحياة الصحراوية القديمة، ما يسهم في تعزيز روح الصبر والانضباط والانتماء بين المشاركين أثناء خوض الرحلة، كما تهدف إلى بناء جيل يتمتع بقدرة على الجمع بين قيم الماضي ومتطلبات المستقبل، مما يعزز من فخرهم وارتباطهم بوطنهم.

دور مسراح في تعزيز الصحة المجتمعية

تعكس المبادرة دورها في تعزيز الصحة المجتمعية من خلال التركيز على تحقيق التوازن بين الجسد والنفس والروح بربط النشاط البدني بالانتماء الثقافي، حيث تسلط «مسراح» الضوء على أهمية الصحة النفسية والاجتماعية بجانب الجسدية عبر تمكين المشاركين من تجربة مجتمعية تصقل مهاراتهم وتمتن روابطهم الاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تنشئة أفراد متكاملين يحققون تنمية مستدامة ويدعمون التطور المجتمعي.

كما تشجع المبادرة العمل الجماعي والتكامل بين الجهات الحكومية والخاصة، حيث شهد إطلاق «مسراح» ورشة تعريفية شاركت فيها جهات عديدة مثل مجلس أبوظبي الرياضي ودائرة الثقافة والسياحة ووزارة الدفاع، ما يعكس استراتيجيات متعددة الأطراف لتحقيق نتائج إيجابية، إضافة لحرص «مسراح» على دعم الدور الإعلامي والتفاعل مع الجمهور لزيادة الوعي.

مسراح ودورها في الاستدامة الثقافية

لا تقتصر «مسراح» على الأنشطة البدنية فحسب، بل تعد بمثابة منصة تُعيد ربط الأجيال بجذورها الثقافية والتاريخية، حيث تشمل أنشطة تهدف إلى تعزيز الاستدامة الثقافية من خلال تعليم الشباب أهمية بيئتهم وتراثهم، وتجهيزهم ليكونوا سفراء للهوية الوطنية، وغرس قيم المسؤولية والانتماء لديهم، وبالتالي يسهم ذلك في تحقيق رؤية بعيدة المدى تعمل على توثيق العلاقة بين التراث والمستقبل.

ختامًا، تمثل «مسراح» نموذجًا متكاملًا يمزج بين التاريخ والحداثة بأسلوب مبتكر يتناسب مع تطلعات الجيل الجديد، موفرة تجربة شاملة تتناول البعدين الثقافي والصحي لبناء مجتمع إماراتي أكثر ترابطًا وتماسكًا.