محلل سياسي يوضح كيف تشعر أوروبا بـ”الخذلان” ودور ترامب في إعادة تشكيل التحالفات الغربية

محلل سياسي يوضح كيف تشعر أوروبا بـ”الخذلان” ودور ترامب في إعادة تشكيل التحالفات الغربية
محلل سياسي يوضح كيف تشعر أوروبا بـ"الخذلان" ودور ترامب في إعادة تشكيل التحالفات الغربية

كشف المحلل السياسي ماهر نقولا عن تحول استراتيجي كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أحدثت اضطرابًا داخل حلف الناتو، مما جعل التحالف يعاني من فقدان الاتجاه، وجاء هذا التغيير بالتزامن مع تركيز الولايات المتحدة على منطقة المحيط الهادئ والصراع مع الصين، مما يُظهر تخليها عن الأسس الأطلسية التي استند إليها الناتو لعقود.

العلاقات الأمريكية الأوروبية وتأثيرها على حلف الناتو

شهدت العلاقات الأمريكية الأوروبية تغيرًا جذريًا خلال فترة ترامب، حيث تحوّلت الولايات المتحدة عن دعمها التقليدي لحلف شمال الأطلسي الناتو، وفضلت إعادة توجيه مواردها واستراتيجياتها نحو منطقة المحيط الهادئ، هذا التحول دفع حلف الناتو إلى حالة من التخبط وصعوبة تحديد توجهاته الدفاعية والسياسية، خاصة مع صعود الصين كقوة منافسة تحظى باهتمام أكبر في السياسات الأمريكية الحديثة.

أسباب التركيز الأمريكي على المحيط الهادئ

بحسب تصريحات نقولا، فإن المحيط الهادئ أصبح محور اهتمام السياسة الأمريكية نتيجة المنافسة مع الصين، حيث ترى واشنطن أن التحدي الصيني يتجاوز التهديدات التقليدية في أوروبا، كما أن مدرسة “الواقعيين الجدد” التي يتبناها ترامب ومستشاروه، تنظر إلى القضايا الجيوسياسية من منطلق المصلحة الأمريكية البحتة، وليس فقط استنادًا إلى القانون الدولي، وأدى ذلك إلى تغيير أولويات الولايات المتحدة وتقليص اهتمامها بالصراعات الأوروبية.

مستقبل الأزمة الروسية الأوكرانية ودور القوى العالمية

يشير المحلل السياسي إلى أن حل الأزمة الروسية الأوكرانية لا يكمن في بروكسل أو كييف، بل يتطلب توافقًا بين واشنطن وبكين، خاصة وأن روسيا لم تعد تُعتبر قوة عظمى بالمفهوم التقليدي، بل أصبحت قوة محورية تعتمد على حسابات متوازنة بين استراتيجيات الولايات المتحدة والصين، وأكد أن الجانب الروسي يعتمد على عوامل ثقافية وجغرافية في النزاع مع أوكرانيا، وهو ما يفسر اهتمامه بشرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

الفروقات الاستراتيجية بين أوروبا وأمريكا

العامل الاتجاه الأمريكي الاتجاه الأوروبي
الأولوية الجيوسياسية المحيط الهادئ والصين التركيز على التهديدات الروسية
الدعم العسكري تراجع دور الناتو الحاجة لتعزيز الحلف
الاستراتيجية طويلة الأمد إعادة التموضع عالميًا الحفاظ على الاستقرار الأوروبي

تحليل وضع الناتو المستقبلي

في ظل التحولات الاستراتيجية الحالية، يشبّه نقولا حلف الناتو بالدجاجة التي قُطع رأسها لكنها لا تزال تركض، في إشارة لغياب البوصلة واستمرار العمل دون رؤية واضحة، مع اعتماد أوروبا المتزايد على دعم الولايات المتحدة، يثير ذلك تساؤلات حول قدرة الناتو على البقاء كتحالف دفاعي قوي في ظل هذه الظروف، ومن المرجح أن يؤدي انسحاب الدعم الأمريكي إلى جعل أوروبا تُعيد التفكير في تعميق تعاونها الدفاعي الداخلي.