«مخاوف كبيرة» وقف إطلاق النار في سوريا هل ينهي أزمة روسية دامية حقاً

روسيا: تجنّب السيناريو الأكثر دمارًا في سوريا بعد اتفاق وقف إطلاق النار هو عنوان بارز عكس الأمل في تجاوز مرحلة حرجة من الأزمة السورية التي مزّقت البلاد لسنوات طويلة، إذ أثمرت الجهود الدبلوماسية الأخيرة على تهدئة النزاع ووقف ما يمكن أن يكون تفاقمًا مدمّرًا، مما منح السوريين فرصة لاستعادة بعض الاستقرار وسط الفوضى التي شهدتها الأوساط الداخلية والعربية والدولية.

روسيا وتأثير اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا

دور روسيا في سوريا كان محورياً منذ بداية الأزمة، وها هي اليوم تؤكد أن التوترات المفتعلة قد تجاوزت حافة الكارثة بفضل اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن مؤخرًا، إذ تتابع موسكو الأحداث عن كثب وتعمل على دعم السلام المستدام بشرط تنفيذ الالتزامات المعلنة، وهذا الاتفاق فتح الباب أمام تعزيز جهود الحماية المدنية وتحسين الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع، خصوصًا في مدن مثل دمشق وحلب، إذ ساعد وقف إطلاق النار على خفض وتيرة القتال وتبريد المناخ السياسي المتفجر الذي كاد أن يشعل حربًا شاملة تلتهم ما تبقى من البنى التحتية.

تداعيات الغارات الإسرائيلية وأزمة الطائفة الدرزية بعد اتفاق وقف إطلاق النار

رغم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، لم تتوقف التوترات على الحدود السورية، حيث شهدت العاصمة دمشق غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع استراتيجية قرب مقر الجيش السوري ووزارة الدفاع، مما أثار مخاوف من تصعيد عسكري جديد يتعارض مع روح الاتفاق، ومن اللافت أن الطائفة الدرزية التي كانت عرضة لتوترات متصاعدة نتيجة استهدافات إسرائيلية، أصبحت جزءًا من النقاشات التي تركزت على إيجاد حلول تحفظ أمن وأرواح المدنيين، وتجنيب سوريا الدخول في دوامة عنف شاملة، فيما يشير انسحاب القوات السورية من محافظة السويداء إلى تطبيق التزامات وقف إطلاق النار بحرفية عالية، خصوصًا أن الاشتباكات بين عشائر البدو والدروز أسفرت عن خسائر بشرية فادحة كانت تهدد بتوسيع رقعة النزاع.

خطوات تطبيق وقف إطلاق النار حسب رؤى روسيا والسوريين

تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار يتطلب تعاونًا متكاملًا بين الأطراف المختلفة، وقبولًا ضمنيًا بضبط النفس وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفي هذا السياق، يمكن استعراض أهم الخطوات لضمان نجاح الاتفاق:

  • انسحاب القوات المسلحة من المناطق الساخنة والتوقف عن العمليات القتالية فورًا.
  • فتح تحقيقات شفافة في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت خلال النزاع.
  • تجهيز مناطق آمنة لحماية المدنيين وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية.
  • توثيق التعاون بين الجهات الأمنية المحلية والعسكرية لضبط التوترات الداخلية.
  • التحاور مع ممثلي الطوائف والأطياف السياسية لتقوية الوحدة الوطنية.

تلك الخطوات تساهم في توفير مناخ مستقر يسهم في عملية إعادة إعمار سوريا تدريجيًا، ويضمن أن يكون وقف إطلاق النار قاعدة لمزيد من التفاهمات السياسية والدبلوماسية.

العنصر الوضع قبل اتفاق وقف إطلاق النار الوضع بعد اتفاق وقف إطلاق النار
معدلات العنف مرتفع جدًا مع اشتباكات يومية انخفاض ملحوظ في التوترات والاشتباكات
الأوضاع الأمنية مجزرة وتفكك أمني واسع تعزيز الهدوء ونشر قوات حفظ السلام
الانتهاكات الحقوقية تزايد غير محدود التزامات بفتح تحقيقات وتوثيق
الوضع الإنساني تردي خدمات الإغاثة واللجوء تحسن نسبي في وصول المساعدات