«مرشح المعارضة» يتصدر سباق الرئاسة بكوريا الجنوبية قبل أيام من التصويت

تعتبر الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية حدثًا بارزًا يشد أنظار العالم، خاصةً عندما تكون مرتبطة بظروف سياسية واقتصادية شديدة التعقيد. وفقًا لاستطلاع أجرته “غالوب كوريا”، لا يزال لي جاي ميونج، مرشح الحزب الديمقراطي المعارض، يتصدر المشهد السياسي بنسبة دعم بلغت 45%، مع تراجع بسيط مقارنة بالأسبوع السابق، بينما يليه كيم مون سو، مرشح الحزب المحافظ، بنسبة 36%، وتشهد المنافسة بينهما إثارة كبيرة تعكس تغيرات المشهد السياسي الكوري الجنوبي.

الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية: تفاصيل المنافسة السياسية

أظهرت نتائج الاستطلاع تقدم لي جاي ميونج، الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب المتاعب القانونية التي حاصرته في الفترة الأخيرة. على الرغم من ذلك، فإن موقفه يبدو أقوى مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث يتمسك بحملته دون أي نوايا للتحالف مع خصومه. ومن جهة أخرى، يحاول كيم مون سو تغيير الموازين عبر استقطاب أصوات مرشح الإصلاح الجديد، لي جون سوك، الذي يحتل المركز الثالث بنسبة 10% من دعم الناخبين، مما يعكس مشهدًا سياسيًا مشحونًا ومتغيرًا تطبعه منافسة شديدة بين الأحزاب.

اضطرابات سياسية: إعلان الأحكام العرفية وتأثيرها على السباق الرئاسي

جاءت الانتخابات المبكرة نتيجة أزمة سياسية عميقة إثر إعلان الرئيس السابق، يون سوك يول، الأحكام العرفية أواخر العام الماضي. هذه الخطوة فاقمت التوترات وأدت لاحقًا إلى استقالته، مما أثار استياء القوى السياسية والشعبية. يبدو أن هذه الأزمة أصبحت ورقة رئيسية في المناقشات الانتخابية، حيث تركز الحملات على تطبيق العدالة الاجتماعية، وإصلاح النظام الدستوري، وبناء اقتصاد قوي قادر على مجابهة التحديات التي تواجه البلاد.

خيارات الناخبين الكوريين الجنوبيين ومستقبل البلاد السياسي

تشير نتائج الاستطلاعات إلى انخفاض نسبة المترددين بين الناخبين، ما يدل على أن الكوريين أصبحوا أكثر وعيًا وثباتًا في اختياراتهم السياسية. يتطلع الناخبون إلى قيادة جديدة تحمل رؤية لتعزيز العدالة الاجتماعية، وتهيئة مناخ اقتصادي أكثر استقرارًا وسط تحديات التباطؤ العالمي. على طاولة النقاش الانتخابي، تبرز قضايا العلاقات مع الولايات المتحدة، وسبل تحقيق التكامل الوطني بعد فترة الاضطرابات العميقة، كجوانب تشغل كل مرشح في حملته لاستمالة أصوات الناخبين.

يراقب المراقبون والمحللون الانتخابي هذه التطورات عن كثب خاصة أن كوريا الجنوبية تمتلك دورًا حيويًا على الساحة الجيوسياسية والإقليمية في شرق آسيا. ومع اقتراب موعد الانتخابات في يونيو المقبل، تحمل هذه المنافسة رسالة واضحة عن أهمية استقرار البلاد ورفض أي أشكال من الاستقطاب السياسي الحاد.