مرصد هابل يرصد انفجار نجم ضخم يبعد 1300 كوينتليون كيلومتر.. ماذا تكشف الصورة؟

تُعد صورة مجرة “إن جي سي 3285 بي” التي التقطها مرصد هابل مثالاً مذهلاً على روعة الكون البعيد، حيث تقع هذه المجرة على بعد 137 مليون سنة ضوئية في كوكبة الشجاع، التي تمتد بزاوية 100 درجة في السماء، وتتميز هذه المسافة الهائلة التي تعادل حوالي 1300 كوينتليون كيلومتر، مما يجعل دراسة هذه المجرة فرصة قيمة لفهم أبعاد الفضاء الواسعة والكواكب التي تشكلها.

عناقيد المجرات وأهميتها في كوكبة الشجاع

تندرج مجرة “إن جي سي 3285 بي” ضمن عناقيد “الشجاع 1″، وهو أحد أكبر تجمعات المجرات في الكون القريب، ويقع بالقرب من التجمع المحلي الذي تنتمي إليه مجرتنا درب التبانة؛ إذ يشمل هذا العنقود مئات إلى آلاف المجرات المتشابكة بفعل الجاذبية، وتنتشر على مساحات واسعة تصل لمئات الملايين من السنوات الضوئية.
يتربع في مركز عنقود “الشجاع 1″ مجرتان إهليلجيتان عملاقتان يبلغ عرض كل منهما حوالي 150 ألف سنة ضوئية، ما يتجاوز حجم مجرتنا بحوالي 50%، ورغم ذلك تقع مجرة “إن جي سي 3285 بي” على الأطراف، مبتعدة عن المركز الضخم للعناقيد، مما يمنحها خصوصية واضحة في التوزيع الفضائي.

المستعر الأعظم الخاص وانعكاسه على دراسة المجرة

شهدت مجرة “إن جي سي 3285 بي” في عام 2023 حدثًا مذهلاً عبر انفجار مستعر أعظم من النوع “آي إيه”، وهو نوع نادر وقوي من الانفجارات النجمية التي تفوق سطوع الشمس بحوالي 5 مليارات مرة، ويحدث هذا الانفجار عندما يتعدى نجم قزم أبيض حد الكتلة الحرجة نتيجة تراكم الغاز من نجم مرافق، ما يؤدي إلى انفجار عنيف.
المستعر الأعظم هذا هو مؤشر دقيق يستخدمه العلماء لقياس المسافات في الفضاء بسبب سطوعه الثابت، وفي صورة مرصد هابل يظهر هذا الانفجار ونقطة الضوء الزرقاء اللامعة على الحافة اليسرى من قرص المجرة؛ مما يؤكد عظمة هذا الحدث الفلكي وسط مئات المليارات من النجوم التي يحتضنها ذلك الجسم السماوي، وربما يصل عددها لتريليونات النجوم.

كوكبة الشجاع وتاريخها في الفلك العربي القديم

تعتبر كوكبة الشجاع أكبر مجموعة نجمية من بين 88 كوكبة تشكل السماء بأكملها، إذ تمتد بطول 100 درجة، وتحتاج إلى ما يقرب من 200 قمر مكتمل موضوعًا جنبا إلى جنب لعبورها كاملة، وقد عرفها العرب القدماء وأطلقوا اسم “الفرد” على ألمع نجومها، وهو الاسم الذي صمد حتى العصر الحالي مستخدمًا في تسمية النجم ألمع من تلك الكوكبة، وهو نجم تميز بسطوعه في منطقة قليلة النجوم اللامعة.
توفر الكوكبة منذ القديم مرجعًا هامًا لرصد السماء، وما تعكسه من مواقع نجمية متغيرة يعطي فرصًا لمعرفة تطورات الفضاء ومكوناته، كما تؤكد الصور الحديثة التي نشرها مرصد هابل مكانتها البارزة في عالم علم الفلك.