مرضى التصلب الجانبي الضموري يستغلون قوة التفكير للتحكم في “آيباد” بسهولة فائقة

تمكّن مريض بالتصلب الجانبي الضموري من التحكم بجهاز آيباد باستخدام التفكير فقط، دون لمس الشاشة أو تحريك العين أو إصدار أي صوت، ما يمثل قفزة نوعية في تكنولوجيا واجهات الدماغ-الحاسوب التي دمجتها شركتا أبل وساينكرون لتقديم تحكم رقمي مباشر عبر التفكير.

كيفية التحكم بجهاز آيباد عبر التفكير باستخدام تقنية واجهات الدماغ-الحاسوب

يعتمد التحكم بجهاز آيباد عبر التفكير على تقنية واجهات الدماغ-الحاسوب التي تستخدم شريحة Stentrode المزروعة داخل وعاء دموي فوق القشرة الحركية للدماغ؛ حيث تلتقط الشريحة الإشارات العصبية المرتبطة بحركات التفكير، ثم تبثها لاسلكياً إلى وحدة خارجية تعمل على فك ترميز هذه الإشارات وتحويلها إلى أوامر رقمية تتوافق مع نظام iPadOS عبر بروتوكول BCI HID الجديد.
ويتيح هذا التكامل السلس بين نظام تشغيل آيباد وتقنيات ساينكرون ديناميكية تفاعلية عالية الدقة، حيث يتم تحليل السياق ومحتوى الشاشة في الوقت الفعلي لتمكين المستخدم من التنقل، كتابة النصوص، وفتح التطبيقات بشكل مباشر وفوري باستخدام التفكير فقط، دون أية حركات جسدية أو صوتية.

شراكة استراتيجية بين أبل وساينكرون لتعزيز التحكم العقلي بالأجهزة الرقمية

بدأ التعاون بين أبل وساينكرون في عام 2024 عبر مشاريع تجريبية للتحكم في نظارات الواقع المختلط Vision Pro باستخدام التفكير وحده، وشهد توسعاً ليشمل أجهزة آيباد وآيفون من خلال دمج تقنيات Stentrode ضمن خدمات الوصول على أنظمة أبل، مع توقعات بدعم المزيد من الأجهزة خلال 2025.
ووفقاً لساينكرون، جرى زرع جهاز Stentrode حتى الآن لعشرة مرضى بين الولايات المتحدة وأستراليا، ضمن إطار تصريح استثنائي من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتجارب سريرية، مع اعتماد تقنية أقل توغلاً وأماناً مقارنة بأنظمة الزرع الأخرى مثل Neuralink التي تتطلب جراحة دماغية مفتوحة.

تطورات مستقبلية لتقنية التحكم بجهاز آيباد بواسطة التفكير في علاج أمراض الأعصاب

تفتح تقنية Stentrode آفاقاً واسعة أمام مرضى التصلب الجانبي الضموري والشلل الناتج عن إصابات دماغية أو العمود الفقري، حيث تمكّنهم من التفاعل مع الأجهزة الرقمية كالمستخدمين العاديين عبر التفكير فقط، ما يعزز استقلاليتهم ويضمن سهولة الوصول للتقنيات الحديثة.
وتعمل شركة ساينكرون حالياً على التوسع في التجارب السريرية وتحسين نموذج التعلم الآلي لفهم الإشارات العصبية بشكل أعمق، مستفيدة من شراكات مع شركات مثل إنفيديا لتطوير نماذج معرفية ذكية تجمع بين الإشارات العصبية والسلوكيات؛ كما تخطط أبل لفتح بروتوكول BCI أمام مطوري الطرف الثالث، ما سيتيح تطبيقات تحكم جديدة تعتمد كليّاً على التفكير.
ويتوقع أن تمهد هذه التقنيات لبداية عصر جديد يتجاوز أدوات الإدخال التقليدية، ويمنح المستخدمين قدرة فريدة على التحكم بالعالم الرقمي بواسطة العقل، مما يفتح آفاقاً غير مسبوقة في مجالات الطب الإلكتروني، المساعدة الحركية، والتفاعل الحاسوبي المتطور.