«مسلسل جديد» عن صدام حسين يُصور بالكامل في دولة عربية قريبًا

«مسلسل جديد» عن صدام حسين يُصور بالكامل في دولة عربية قريبًا
«مسلسل جديد» عن صدام حسين يُصور بالكامل في دولة عربية قريبًا

في خطوة تجمع بين السياسة والدراما، تحول صدام حسين إلى محور مسلسل أمريكي جديد يحمل عنوان “التحقيق مع الرئيس”، حيث جذبت مصر عدسات الكاميرات لتصوير هذا العمل الضخم مستوحى من كتاب المحقق الأمريكي جون نكسون، ويتناول العمل فترة سقوط الزعيم العراقي في قبضة القوات الأمريكية، مقدماً حكاية إنسانية ودرامية فريدة تعكس الجانب المظلم للسياسة الدولية وتأثيرها على الشعوب.

عمل عالمي ضخم بمواقع تصوير مصرية

تُعد مصر مركزاً رئيسياً في صناعة هذا المسلسل الأمريكي، إذ قرر فريق الإنتاج تصوير جميع مشاهده داخل مناطق متنوعة بالقاهرة، تشمل شارع المعز، قصر الأمير طاز، مطار غرب، وأيضاً بعض المواقع الشهيرة كديكور مسلسل “جعفر العمدة” السابق، ليعيدوا استخدامه بطريقة مبتكرة. العمل يتكون من ست حلقات قصيرة، تعالج مشاهد وأحداث غزو العراق واستجواب صدام حسين بعد اعتقاله؛ مما أضاف الكثير من التحدي لإظهار التفاصيل بشكل دقيق وحيادي؛ كما أكد الفريق أن التصوير سيكتمل بعد إضافة مشاهد ليلية ستُصور في سبتمبر، تمهيداً للعرض عالمياً بحلول أبريل القادم، بينما سيتخصص المنتج المصري تامر مرتضى في توزيع العمل داخل الشرق الأوسط.

صدام حسين بعيون ممثل فلسطيني

يجسد الممثل الأمريكي الفلسطيني الأصل وليد زعيتر شخصية صدام حسين، معتمداً على خبرته السابقة في التمثيل الواقعي من خلال أدوار سابقة مثل فيلم “الملاك”، بينما تم اختيار الممثل جويل كينمان لتجسيد شخصية المحقق جون نكسون، المشارك في استجواب الرئيس العراقي. المخرِج ليزلي غريف أوضح أن اختيار زعيتر كان صعباً بسبب تحدي تقديم اللهجة العراقية، ولهذا تلقى تدريبات مكثفة لضمان تقديم الأداء المناسب، وشارك متخصصون عراقيون لضبط الحوار الدقيق؛ ما أضاف واقعية أكبر للعمل. من جانبها، تجسد الممثلة دانييل لويس دور كوندوليزا رايس لتعطي للمسلسل بعداً أكبر في تصوير العلاقات الدولية والصراعات السياسية.

تفاصيل دقيقة وتجربة استثنائية

اضطُر المخرج ليزلي غريف إلى تبني أسلوب جديد في التصوير لتسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية والسياسية لتعاقب الأحداث، إذ استعانت طواقم العمل بخبراء سياسيين ومستشارين عراقيين لضمان تقديم الرواية بدقة دون تحيز لأي طرف، وذلك خصوصاً في مشاهد استجواب صدام. جون نكسون الذي كان حاضراً بعض الجلسات أثناء التصوير أكد أن التجربة كانت صادمة، خاصة عندما بكى أثناء تصوير لحظة إعدام صدام، والتي صُوّرت لتعكس تفاصيل واقعية من كتابه الشهير “استجواب الرئيس”. وعلى الرغم من أهمية هذه اللحظة، يرى نكسون أن العمل يقدم تذكيراً بالتحديات والتعقيدات التي صنعت الفوضى الإقليمية بعد غزو العراق.

المسلسل لا يقدم سرداً سياسياً فقط، بل يسعى لاستيعاب السياق الأوسع من خلال كشف الخفايا التي أحاطت بقرار غزو العراق؛ مستعيناً بتوثيق الحوارات والوقائع، ليعيد المشاهد إلى الحدث الأكثر إثارة للجدل في تاريخ السياسة الأمريكية وأثره المدمر على المنطقة.