مسيرة بروس ويليس نجم Die Hard.. كيف تغلب على تحديات فقدان الذاكرة؟

نشأة ومسيرة بروس ويليس.. نجم Die Hard الذي هزمته ذاكرته

بروس ويليس من أشهر نجوم هوليوود الذين استطاعوا الجمع بين الكاريزما والأداء القوي في أفلام الأكشن والدراما، وخصوصًا دوره الأسطوري في سلسلة Die Hard، إذ ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما رغم تدهور حالته الصحية التي أثرت بشكل كبير على ذاكرته ومسيرته الفنية.

نشأة ومسيرة بروس ويليس: من ألمانيا إلى محطات النجومية

والتر بروس ويليس وُلد في 19 مارس 1955 بمدينة إيدار-أوبرشتاين في ألمانيا الغربية، لأب أمريكي وأم ألمانية، قبل أن تنتقل أسرته إلى نيوجيرسي بالولايات المتحدة عندما كان في مرحلة الطفولة. منذ أيام المدرسة الثانوية تبلور شغف ويليس بالفن والتمثيل، حيث درسه في كلية مونتكلير الحكومية والتمّ عام 1977 في مسرح الجامعة، قبل أن ينتقل إلى نيويورك لينطلق في عالم التمثيل بشكل احترافي. لم تكن البداية سهلة لكنه أظهر موهبة واضحة، مما مهد له الطريق لدخول القلوب من خلال الشاشة.

المسيرة الفنية لبروس ويليس وتألقه في أفلام Die Hard ومزيد من النجاحات

بدأت مسيرة بروس ويليس الفنية في الثمانينيات، وقد لفت الأنظار لأدائه البارع في المسلسل التلفزيوني Moonlighting، لكن انطلاقته الحقيقية كانت عند تجسيده شخصية “جون ماكلين” في فيلم Die Hard عام 1988، الذي اعتُبر علامة فارقة في تاريخ أفلام الأكشن حول العالم. بعد ذلك، استمر تألقه بتقديم أدوار مميزة مثل دوره في Pulp Fiction عام 1994، والطبيب مالكولم كرو في The Sixth Sense عام 1999، أحد أنجح أفلام الرعب النفسي التي جمعت بين التشويق والعمق. كما برز في أفلام Unbreakable وLooper، مشاركًا في أكثر من 100 عمل سينمائي وحقق أرقامًا مبهرة في شباك التذاكر. هذا النجاح لم يكن محض صدفة، بل نتاج موهبة وأسلوب تمثيلي فريد جعله رمزًا لفئة كبيرة من محبي السينما.

تطور الحالة الصحية لبروس ويليس وتأثيرها على مسيرته

في عام 2022، صدمت الأوساط الفنية والإعلامية إعلان عائلة بروس ويليس اعتزاله التمثيل نتيجة تعرضه لـ الحُبسة الكلامية (Aphasia)، التي تؤثر على قدرة المصاب على التواصل بشكل طبيعي. ثم جاء الإعلان في 2023 بتشخيص إصابته بالخرف الجبهي الصدغي (Frontotemporal Dementia – FTD)، وهو نوع نادر من الخرف يصيب مناطق محددة من الدماغ المسؤولة عن التحكم في اللغة، السلوك، والحركة. للأسف، أصبحت قدرات ويليس على الكلام، القراءة، والمشي محدودة بشكل واضح، كما فقد جزءًا كبيرًا من ذاكرته السينمائية وتاريخه المهني. اليوم يعيش تحت رعاية شاملة من أسرته، خاصة زوجته الحالية إيما هيمنغ ويليس وزوجته السابقة ديمي مور، اللتين تبذلان جهودًا كبيرة لدعم حملات التوعية بهذا المرض.

• تدهور وظائف اللغة والسلوك
• تأثير مباشر على الحركة والقدرة على المشي
• فقدان الذاكرة المرتبط بالحياة المهنية
• رعاية مستمرة من الأسرة والدعم المجتمعي

يمثل بروس ويليس نموذجًا حيًا للنجم الذي قاتل في مجاله الفني وبين ذاكرته التي اختطفها المرض، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجماهير ومسيرة السينما رغم الوعكات الصحية التي ألمت به، مما يجعل قصته ليست مجرد رحلة فنية ناجحة فحسب، بل إلهامًا بشريًا يرويه نجم لم تفقد شهرته بريقها رغم تحديات الحياة.