مسيرة سمير زيدان تلمع في احتفالية المهرجان القومي للمسرح – تعرف على أبرز إنجازاته

احتفى المهرجان القومي للمسرح المصري بمسيرة مهندس الديكور سمير زيدان، الذي يمثل حالة فنية استثنائية في عالم تصميم الديكور المسرحي، حيث يمتزج فيه التجديد بالأصالة بشكل فريد ومؤثر على أجيال المسرحيين. تأتي هذه الندوة ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة، لتسلط الضوء على مسيرة إبداعية تزيد عن مجرد عمل فني لتصبح تاريخًا يُحتذى به.

مسيرة سمير زيدان في عالم تصميم ديكور المسرح المصري

يروي سمير زيدان بداياته التي انطلقت من طفولته في طنطا، رغم أنه من الإسكندرية، حيث تأثر بأجواء المولد والسيد البدوي واللهو الشعبي الذي شكل روحه الفنية. يؤكد زيدان على أهمية مهارة الرسم لدى مهندس الديكور، فهو في الأصل رسام بدأ حياته الفنية بمعرض في طنطا بعنوان “معرض الشارع”. التقت مسيرته مع المسرح عندما طلب منه الأستاذ سيد فجل تنفيذ ديكور إحدى لوحاته بشكل مسرحي، وكانت تلك نقطة الانطلاق الحقيقية. بدأ أول عرض له بعنوان “حسن الحطاب والأميرة حنان” بميزانية لا تتجاوز أربعة جنيهات، استخدم فيها مواد بسيطة مثل الخشب القديم وورق العشة، ليواصل بعد ذلك تعاوناته مع كبار مخرجي المسرح مثل سعد أردش، مقدمًا ديكورات مميزة خاصة عرض “باب الفتوح”.

دور سمير زيدان وإبداعه في بناء الشخصيات المسرحية وتأثيره على طلبته

يحكي الدكتور طارق عمار عن أول تجربة له مع سمير زيدان، وكيف أثر فيه مهارته وصرامته المهنية، إذ كان زيدان يشغل منصب رئيس قسم المسرح بالجامعة، وطلب من طارق المساعدة بعد أن لاحظ عدم إجادته لاستخدام أدوات الرسم. تعلّم طارق من زيدان أن بناء الشخصية المسرحية يعتمد على البحث والمعرفة الدقيقة، وليس مجرد الخيال، كما في تجربته مع شخصية سليمان الحلبي التي عززها بقراءة المحاضر الأصلية في دار الكتب والوثائق. هذا المنهج يعكس التزام سمير زيدان بالدقة والإبداع في كل تفاصيل عمله، ما جعله مُعلمًا حقيقيًا لطلبته وزملائه في المجال.

الدعم والتكريم في المهرجان القومي للمسرح وأبرز حضور فعالية سمير زيدان

شهدت الندوة حضورًا مميزًا من كبار الفنانين والمثقفين، بينهم الفنان محمد رياض، واللواء خالد اللبان رئيس قصور الثقافة، والمخرج جمال عبد الناصر، الذين عبروا عن تقديرهم العميق لمسيرة سمير زيدان الفنية. تنوعت الفقرات بين استعراض المسيرة والحوارات التي أظهرت جوانب إنسانية وفنية من شخصية زيدان، مضيفة بُعدًا خاصًا للاحتفاء. جاءت هذه الفعالية لتؤكد المكانة التي يحتلها مهندس الديكور في الثقافة المسرحية المصرية، وفرصة لاستذكار أثره الإبداعي المستمر عبر الأجيال.