«مصر تنضم» لمبادرة عالمية لدعم التحول الصناعي نحو المشاريع الخضراء المستدامة

انضمت جمهورية مصر العربية إلى مبادرة “مسرّع الانتقال الصناعي” بهدف تعزيز المشروعات الصناعية الخضراء وخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع الصناعي. يعتمد انضمام مصر إلى هذه المبادرة الاستراتيجية على شراكة مع مركز تحديث الصناعة، لتصبح ثالث دولة من الشرق الأوسط تدخل هذا البرنامج بعد الإمارات والبحرين، مما يعكس التزام مصر بالتحول نحو الصناعات المستدامة.

مصر تدعم الصناعة الخضراء من خلال مبادرة مسرّع الانتقال الصناعي

تهدف مبادرة “مسرّع الانتقال الصناعي” إلى تسريع تنفيذ الحلول المبتكرة لإزالة الكربون في الصناعات ذات الانبعاثات الكثيفة كالألمنيوم، الإسمنت، الطيران، والنقل البحري. تأتي مشاركة مصر في هذه المبادرة لتمكين القطاع الصناعي من تبني ممارسات وتقنيات تقلل الأثر البيئي وتعزز الكفاءة الإنتاجية. تُستخدم أحدث التكنولوجيات الخضراء لضمان تحقيق الأهداف المناخية المتوافقة مع اتفاق باريس، بينما تركز الجهود على التعاون الإقليمي لتقليل الانبعاثات وتحسين الاستدامة.

من المتوقع أن تسهم هذه المبادرة في تعزيز الاقتصاد الوطني المصري، حيث يسعى القطاع الصناعي إلى تحقيق نمو بنسبة 20% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مع رفع حصة الاقتصاد الأخضر إلى 5%. يعتمد ذلك على موقع مصر الاستراتيجي، مواردها البشرية والطبيعية، والبنية التحتية التي تؤهلها لتصبح مركزاً للتوريد الإقليمي للسلع منخفضة الكربون، خاصة مع تزايد الطلب الأوروبي على هذه المنتجات.

الشراكات العالمية ومستقبل مصر في الصناعات منخفضة الكربون

تجسد الشراكة مع مبادرة مسرّع الانتقال الصناعي أهمية استثمار مصر في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. وعلى المستوى المحلي، ستعمل وزارة الصناعة مع المبادرة لدعم مشاريع كبيرة تهدف إلى خفض الانبعاثات وتعزيز الاقتصاد الأخضر. تشمل هذه الجهود تقديم الاستشارات وتبادل المهارات بما يسهم بتسريع القرارات الاستثمارية والتشغيل قبل حلول عام 2030.

أشارت دعاء سليمة، المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، إلى أن المبادرة تركز على قطاعي الصناعة والنقل، اللذين يحققان مستويات عالية من الانبعاثات، وتسعى للاستفادة من الدعم الحكومي لتعزيز البنية التحتية وتبسيط الإجراءات. أظهرت المبادرة نجاحاً في تحديد أكثر من 45 مشروعًا قيد التطوير حتى الآن، بالتعاون مع حكومات دولية كالبرازيل والإمارات وغيرها.

أهداف الهيئة وتسريع الاعتماد على الطاقة المتجددة

يشكل انضمام مصر إلى المبادرة خطوة نوعية نحو تسريع التحول لاستخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات، مستفيدة من بنيتها التحتية المتطورة وموقعها المتميز. كما تُعزز المبادرة فرص مصر للاستفادة من شبكتها المتنامية في مجال الطاقة النظيفة، مما يسهم بتطوير مساحة الصناعات المستدامة في المنطقة ويرفع من تنافسية الاقتصاد المصري.

في الختام، يمثل انضمام مصر لمبادرة مسرّع الانتقال الصناعي دوراً قيادياً في التحول الأخضر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعزز مكانتها كمحور رئيسي في الصناعات المستدامة، ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالتوازي مع جهود الحفاظ على البيئة وتقليل آثار التغير المناخي.