«مطاردة سرية» سكر القصب وشراب الذرة عالي الفركتوز ما الفرق الحقيقي بينهما؟

بعد إعلان ترمب حول شركة كوكاكولا، أثار الجدال حول الفرق بين سكر القصب وشراب الذرة عالي الفركتوز اهتمام كثير من الناس، فما هي الفوارق الحقيقية بينهما وكيف تؤثر على صحتنا بشكل فعلي، وهل فعلاً التبديل بينهما يحمل فائدة حقيقية، أم إنه مجرد تغيير تسويقي؟ هذا المقال يوضح التفاصيل بشكل مبسط وواضح.

كيف يؤثر إعلان ترمب حول شركة كوكاكولا على اختيار السكر؟

إعلان ترمب الأخير الذي كشف عن قرار شركة كوكاكولا العودة لاستخدام سكر القصب بدلاً من شراب الذرة عالي الفركتوز أثار نقاشًا واسعًا حول الفوائد المحتملة لهذا التحول، فمنذ الثمانينيات والكوكاكولا تستخدم شراب الذرة عالي الفركتوز لأنه أرخص في الإنتاج، لكن القرار الجديد يرتكز على فكرة أن سكر القصب طبيعي أكثر، لكن هذا التغيير ليس بالضرورة أن يعني اختلافًا صحيًا جوهريًا، حيث أن كلا مكونين السكر يصنفان ضمن السكريات البسيطة المتشابهة كيميائيًا ويُستقلبان بأشكال متقاربة في الجسم.

الفرق الفعلي بين سكر القصب وشراب الذرة عالي الفركتوز

سكر القصب يأتي من نبات القصب الطبيعي ويحتوي تقريبًا على 50% فركتوز و50% جلوكوز، أما شراب الذرة عالي الفركتوز فهو ناتج صناعي من معالجة نشا الذرة ويحتوي على نسب متقاربة من الفركتوز والجلوكوز أيضًا، لذلك من الناحية الكيميائية، لا يوجد فرق كبير بينهما يؤثر على الجسم بشكل مختلف.

• سكر القصب طبيعي المصدر، لكنه مصنع ومكرر
• شراب الذرة عالي الفركتوز مصنع بالكامل من نشا الذرة
• كلاهما يحتوي على نسب متساوية من الفركتوز والجلوكوز
• كلاهما يرفع مستويات السكر في الدم بنفس الطريقة تقريبًا
• الاستهلاك المفرط لأي منهما يؤدي لمشاكل صحية متشابهة

هل سكر القصب أكثر صحة من شراب الذرة عالي الفركتوز؟

رغم أن الإعلان قد يوحي بأن كوكاكولا أصبحت أكثر طبيعية بعودة سكر القصب، إلا أن أخصائيات التغذية يؤكدن أن السعرات الحرارية ونوع السكر هي التي تهم الجسم، وليس المصدر. لا يميز الجسم بين السكر من القصب أو الذرة، بل يعاملهما كمصدر سريع للطاقة تزيد من خطر السمنة ومشاكل القلب والسكري إذا تم تناولهما بكميات كبيرة، وبالتالي فإن كلا النوعين يصنفان ضمن السكريات المضافة التي يجب الحد منها بغض النظر عن مصدرها.

باختصار، على الرغم من أن سكر القصب يبدو أقل معالجة، إلا أن تركيبة السكر وطريقة تأثيرها على الجسم مشابهة جدًا لشراب الذرة عالي الفركتوز. الأمر الأكثر أهمية هو تقليل استهلاك السكريات المضافة عموماً، وألا ننسى أن المواد الطبيعية ليست دومًا صحية في حال الإسراف فيها، وهذا ما يجب أن يتذكره كل مستهلك.

تغيير كوكاكولا لا يعني أن المشروب أصبح صحيًا، بل هو ربما استجابة لمطالب السوق وتفضيلات معينة في الطعم، خصوصًا بعد تزايد الوعي حول مخاطر السكر، وهذا يضعنا أمام فرصة لمراجعة عاداتنا الغذائية بشكل أوسع والتركيز على تقليل الإضافات السكرية في نظامنا، بعيدًا عن حالة الجدل بين أنواع السكر المختلفة.