«مظالم الانفصاليين» عدن تتصدر المشهد: تفاصيل عام من التوتر والتحولات

شهدت مدينة عدن خلال السنوات الأخيرة تباينات جمّة في النسيج الاجتماعي والسياسي، حيث تحوّلت القضية الجنوبية من مطالبات بالانفصال إلى حالة صراع داخلي يعكس تحديات كبيرة تعيشها المناطق الجنوبية، ووفقًا لما ذكره الصحفي اليمني أحمد ماهر، فإن الممارسات التي طالت أهالي عدن تحت مسمى الانفصال تسببت في تدهور أوضاعهم بشكل غير مسبوق، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوحدة ودورها كحل للأزمات.

الأسباب وراء تفاقم المظالم في عدن

تمر عدن بفترة حساسة من تاريخها الحديث، حيث أصبحت سياسة المجلس الانتقالي الجنوبي محل انتقاد واسع نظرًا للممارسات الخاطئة التي ارتكبتها قياداته، واستنادًا إلى تصريحات الصحفي أحمد ماهر، فإن هذه القيادات تورطت في استغلال موارد الدولة وتحويلها لخدمة مصالح شخصية، فضلًا عن انتهاكات جسيمة شملت القتل والنهب وطمس ملامح التنوع الاجتماعي في المدينة، وقد أدى ذلك إلى زيادة المطالب بإعادة الوحدة كطوق نجاة من هذا الواقع.

يذكر أن المظالم التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة تشمل تهميش السكان الأصليين ونهب منازلهم والتفرقة المناطقية، مما خلق حالة من الاحتقان الاجتماعي، فبينما كانت قضية الانفصال تشكل هدفًا سابقًا لأبناء الجنوب، بات هناك شريحة كبيرة تنادي بالحفاظ على اليمن الموحد باعتباره ضمانة لاستقرار الأطراف المتناحرة ورفضها لممارسات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي طغت سياساته القمعية.

الوحدة اليمنية بين الأمس واليوم

تأتي الذكرى الخامسة والثلاثون لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ظل ظروف صعبة تعيشها البلاد، فرغم الإنجازات التي حققتها الوحدة عند إعلانها في عام 1990 في توحيد شمال وجنوب اليمن، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، وقد شكلت الوحدة آنذاك أملًا لتطبيع الأوضاع، ومثلت إنجازًا وطنيًا لتطلعات النضال اليمني، ولكن النزاعات الداخلية والصراعات السياسية أضرت بهذه المكاسب مع مرور الوقت، وتجددت الدعوات الحالية إلى ضرورة معالجة الجذور العميقة التي تقف وراء الأزمات الجنوبية، بعيدًا عن الاستقطابات التي تعمّق الانقسام.

رؤية مستقبلية لحل الأزمة الجنوبية

إن البحث عن حلول واقعية للأزمة في الجنوب يتطلب توافق القوى السياسية على هدف مشترك يخدم المواطن اليمني، بدلًا من الانقسام، ولعل تعزيز الوحدة الوطنية وإزالة الحواجز المناطقية يعدان من أهم الخطوات نحو تحقيق السلام والاستقرار، كما أن هناك ضرورة للالتفات إلى القضايا المعيشية والاقتصادية في عدن، والعمل على تقوية مؤسسات الدولة بدلًا من استغلالها لتحقيق مصالح فردية.