
في حادثة نادرة ومثيرة للدهشة، تمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” من تنبيه امرأة بريطانية تُدعى ترينيتي بيج دافنبورت حول احتمال وجود مرض خطير في جسدها، حيث استخدمت التقنية بغرض التسلية فقط لتحصل على نصيحة طبية غير متوقعة. هذه القصة الفريدة أثارت النقاش حول إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الطب وتأثيره على حياة الأفراد والابتكارات المستقبلية.
كيف ساعد شات جي بي تي في الكشف عن السرطان؟
ترينيتي بيج دافنبورت، وهي مديرة مكتب من المملكة المتحدة في الرابعة والعشرين من عمرها، استخدمت شات جي بي تي بدافع التسلية لقراءة الكف، ولكن التقنية فاجأتها بنصيحة طبية لم تخطر ببالها، حيث أشار التطبيق إلى ضرورة عرض شامة موجودة على كفها على طبيب الجلدية بشكل عاجل. أوضح التطبيق أنها قد تكون نوعاً نادراً من سرطان الجلد يُعرف باسم “الورم الميلانيني العدسي”، والذي يتواجد عادة في مناطق غير واضحة مثل راحة اليد أو تحت الأظافر. هذه النصيحة أثارت قلق المرأة ودعتها إلى إعادة التفكير حول صحة جسدها، لا سيما أن الشامة كانت لديها منذ سنوات.
شات جي بي تي يثير جدلاً حول دوره في الطب الحديث
قصة ترينيتي مع شات جي بي تي ليست مجرد حادثة عابرة بل أثارت موجة واسعة من النقاش حول الحدود الممكنة والتحديات التي قد يواجهها الذكاء الاصطناعي في المستقبل، فقد تداول هذه القصة ملايين الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق الكثيرون حول القدرات المذهلة لهذه التقنية وضرورة الحذر عند التعامل معها. ترينيتي علقت على الموقف قائلة إنها قد شعرت بخيبة أمل من الأطباء الذين تجاهلوا مشكلتها سابقاً؛ لكنها ترى في الذكاء الاصطناعي أداة مميزة يمكنها إنقاذ حياة الكثيرين بشكل غير متوقع، ورغم تحفظات بعض الأطباء والخبراء، إلا أن القصة قد فتحت آفاقاً واسعة لبحث استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات طبية أخرى.
هل يمكن الاعتماد على شات جي بي تي للكشف عن الأمراض؟
وفقاً للشركة المطورة OpenAI، فإن شات جي بي تي صُمِّم في الأصل لتحليل النصوص وإجراء المحادثات وليس للتشخيص الطبي. ورغم ذلك، أظهرت بعض التجارب العلمية أن الذكاء الاصطناعي لديه قدرات فعالة في التعرف على الأنماط والمؤشرات المتعلقة بالأمراض. العلماء يرون أن الاعتماد عليه وحده للكشف عن الأمراض قد يكون محفوفاً بالمخاطر، ولكنه بلا شك أداة حيوية عند استخدامه جنباً إلى جنب مع الأطباء المختصين لتحسين دقة التشخيص وسرعة الكشف.
قصة ترينيتي تعد مثالاً واضحاً على الإمكانيات الواعدة للذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية؛ ومع ذلك، فإنها تدعو إلى ضرورة الالتزام بآراء الأطباء والاستفادة من التكنولوجيا كتطبيق مكمل وليس بديلاً، وهذا يعكس أهمية الجمع بين البشر والتقنية لخلق مستقبل صحي أكثر أماناً للجميع.