«معركة عالمية» البريكس ركيزة رئيسية لتمثيل دولي أكثر عدالة وكيف يؤثر على المستقبل

البريكس ركيزة رئيسية لتمثيل دولي أكثر عدالة، حيث يبرهن هذا التكتل على دوره المتنامي في إعادة تشكيل المعادلات الاقتصادية العالمية بالتعاون الوثيق بين أعضائه المتنوعين، مما يعزز فرص التنمية والاستقرار المالي في دول الجنوب، ويمنحها صوتًا مؤثرًا في الساحة الدولية، ويلبي طموحاتها في تحقيق النمو المستدام والتوازن الاقتصادي المتكافئ.

كيف يعزز البريكس التعاون الاقتصادي والمالي؟

البريكس يجمع بين خمس دول ذات تأثير عالمي قوي، ومع توسع عضويته حديثًا ليشمل دولًا مثل مصر والسعودية والإمارات، صار التعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول محورًا أساسيًا، فتكتل الدول النامية ينمي علاقات تجارية استثنائية، ويعمل على تسهيل الاستثمارات المتبادلة، كما يسهم في تطوير بنى تحتية اقتصادية حديثة، ويخلق فرصًا حقيقية لتعزيز القدرات الإنتاجية، مما يجعل الأسواق المحلية أكثر مرونة واستجابة لتحديات الاقتصاد العالمي، ويكفل تبادل المعرفة والخبرات بين الأعضاء بأساليب متطورة.

البريكس وتنويع الاقتصاد العالمي: خطوة نحو المستقبل

تنويع الاقتصاد العالمي هو أحد الركائز الأساسية التي يرتكز عليها البريكس، حيث يسعى التكتل إلى تقليل التبعية للاقتصادات المتقدمة، عبر دعم القطاعات الواعدة في الدول الناشئة، كالقطاع الصناعي والتقني والزراعي، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى توسيع مجالات التبادل التجاري والتقني، وهذا يساعد على تأمين مصادر دخل جديدة للدول الأعضاء، ويضاعف من فرص استدامة النمو الاقتصادي، كما يعزز مقاومة الصدمات الاقتصادية العالمية، ويعطي الدول النامية فرصة لتبوء مواقع متقدمة في الأسواق الإقليمية والدولية.

تعزيز الاستثمارات بين الدول الأعضاء في البريكس

يشكل تعزيز الاستثمارات بين دول البريكس محورًا مهمًا يدفع التنمية المحلية قدمًا، فالدعم المالي المشترك يفتح أبوابًا واسعة للنمو، ويعزز المشاريع الكبرى التي تخدم مصالح المجتمعات كافة، وتتمثل خطوات تعزيز الاستثمارات في:

  • تشجيع الشركات على التعاون عبر الحدود وتأسيس مشاريع مشتركة
  • تفعيل آليات التمويل المشترك من خلال بنك التنمية الجديد
  • توفير بيئة تنظيمية محفزة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية
  • تنفيذ برامج تدريبية لتطوير الكفاءات البشرية
  • دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا بين الدول الأعضاء

وهذا كله يجعل بيئة الاستثمار في تكتل البريكس أكثر جاذبية واستقرارًا، ويساعد على إحداث نقلة نوعية في مشروعات البنية التحتية والإنتاج، ويعزز فرص التشغيل وزيادة الدخل في الاقتصادات المختلفة.

الدولة نسبة المساهمة في الناتج العالمي (٪) العضوية في البريكس
الصين حوالي 18% عضو مؤسس
الهند حوالي 7% عضو مؤسس
البرازيل 3% عضو مؤسس
جنوب إفريقيا 1.5% عضو مؤسس
روسيا 3.5% عضو مؤسس
مصر 1.2% عضو جديد
السعودية 2.5% عضو جديد

المعطيات السابقة توضح تنوع قوة دول البريكس الاقتصادية وقدرتها على إحداث تغيير عالمي ملموس عبر تنمية اقتصاداتها باستمرار والتوسع في العلاقات والاستثمارات المشتركة. هذه الخطوة تعزز وجود دول الجنوب في مراكز اتخاذ القرار، وتفتح أمامها آفاقًا أرحب في المنافسة الاقتصادية العالمية.

النمو المستمر في عدد السكان الذين يمثلهم البريكس يزيد من أهميته، إذ تتركز أكثر من 45% من سكان العالم ضمن هذا التكتل، وهذا يمثل سوقًا ضخمًا ومتنوعًا تشكل فيه الاستثمارات والفرص الاقتصادية مصادر قوة حقيقية، فضلًا عن الحصص الكبيرة التي تمتلكها الدول الأعضاء من الاحتياطيات النقدية والذهب، والتي تخولها لعب دور أكبر في الأنظمة المالية العالمية، كما أن إنتاج النفط والغاز لتلك الدول يشكل دعامة أساسية للأمن الطاقي العالمي، فمع وجود أكثر من ثلث إنتاج الطاقة ضمن التكتل، يشكل البريكس قوة فاعلة في أسواق الطاقة.

على الرغم من هذه النجاحات، تواجه دول البريكس تحديات مشروعة من مثل هيمنة الدولار الأمريكي والنظم المالية الغربية، ولهذا تسعى الدول الأعضاء بشكل جاد إلى بناء أنظمة بديلة عبر تطوير مؤسساتها المالية، مثل بنك التنمية الجديد، الذي يعمل على توفير تمويلات مستقلة تتيح للدول تقليل اعتمادها على المؤسسات التقليدية، مع وضع ترتيبات لدعم الأعضاء وقت الأزمات، والاستعداد لإطلاق عملة بديلة أو نظام دفع خاص، يعزز مكانة التكتل ويحقق استقلالية اقتصادية متزايدة، تعكس روح التعاون والتضامن بين الدول النامية.

التوسع في التعاون مع مجموعات إقليمية أخرى، مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، يعكس الرغبة الأكيدة في تشكيل جبهة متماسكة تدعم التقدم المشترك بين بلدان الجنوب، لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وإعادة تشكيل نظام اقتصادي أكثر إنصافًا وتوازنًا، تحكمه قواعد عادلة تشمل الجميع دون استثناء، ما يجعل مستقبل البريكس مليئًا بالآمال والتطلعات نحو حضور دولي متين وأكثر تمثيلًا.