«مفاجأة صادمة» دولة وحيدة في العالم تمنع لعبة الشطرنج وتعاقب لاعبيها

الشطرنج تعتبر من أقدم الألعاب التي تعتمد على التفكير والاستراتيجيات الذهنية، وليس من المستغرب أن تحظى بشهرة عالمية كونها تساعد على تحسين الأداء العقلي وتعزز القدرة على التركيز وحل المشكلات، ومع ذلك فقد اتخذت إحدى الدول قرارًا غير اعتيادي بحظر هذه اللعبة بشكل كلي، مما أثار جدلًا واسعًا حول العالم وتساءل الكثيرون عن مبررات هذا القرار الفريد من نوعه.

حظر لعبة الشطرنج في أفغانستان: الأسباب والمبررات

في خطوة صادمة، قامت أفغانستان بقيادة حركة طالبان بحظر لعبة الشطرنج بشكل كامل ومهدت لمعاقبة من يمارسها، وقد بررت الحركة هذا القرار بأن اللعبة تنتهك القيم الأخلاقية وترتبط بشكل مباشر بالمراهنات، حيث صرح “أتال ماشواني”، المتحدث الرسمي باسم مديرية الرياضة، لوكالة الصحافة الفرنسية أن اللعبة تعتبر وسيلة للرهان، وهو أمر يتعارض مع قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الذي أصدرته الحركة العام السابق، ورغم أن المراهنات ظاهرة اجتماعية قد تحدث في أية رياضة أو نشاط، الا أن حظر لعبة الذكاء دون أدلة شرعية واضحة أثار انتقادات واسعة.

القيود الصارمة الأخرى في ظل حكم طالبان

لم يتوقف نهج التضييق عند لعبة الشطرنج فحسب، بل اعتمدت طالبان سياسات قاسية على النساء ومجالات الترفيه تحت مزاعم دينية وأخلاقية، فعام 2024 تم حظر الرياضات العنيفة مثل الفنون القتالية، بينما استمر السماح للكريكت بالانتشار بين الرجال فقط، ومن ناحية أخرى فرضت الحركة قيودًا محكمة على النساء تمنعهن من دخول المنتزهات العامة أو ممارسة الرياضة أو حتى ارتياد الحمامات العامة، وقد وُصف هذا القمع بالتمييز المنهجي من قبل الأمم المتحدة التي نددت بإجراءات طالبان واعتبرتها شكلاً من أشكال الفصل العنصري القائم على الجنس.

الآثار السلبية لحظر لعبة الشطرنج والقيود الاجتماعية

القرارات القاسية التي اتخذتها طالبان تُظهر نهجًا متشددًا يؤثر سلبًا على الحريات الشخصية والثقافة العامة في أفغانستان، حيث إن لعبة الشطرنج تُعرف بكونها رياضة ذهنية تسهم في تعزيز التفكير التحليلي وتطوير الاستراتيجيات، وحظرها يقلل من مستوى المعرفة والترفيه الحضاري المتاح، ومن ناحية أخرى يُخشى أن يتوسع هذا النهج المتشدد ليشمل مجالات أخرى تشمل أنماط الحياة اليومية، مما قد يؤدي إلى انعزال المجتمع الأفغاني عن العالم وتراجع مستويات التعليم والثقافة.

في الختام، إن القرارات الفردية المبنية على تفسيرات ضيقة قد تضر بالنسيج الاجتماعي وتقلل من فرص التطور، وهو أمر يعيقه قمع حرية الأفراد وممارسة الهوايات المشروعة التي تُعتبر نافعة على المستويات الذهنية والاجتماعية.