مفاجأة في أسعار الفراخ البيضاء رغم هبوط الكتكوت.. فما السبب؟

أسعار كتاكيت التسمين تتراجع بنسبة 82% خلال يوليو في ظل مفارقة غريبة بأسعار الفراخ البيضاء وتراجع الطلب على الدواجن، مما يخلق حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب في السوق المحلي، ويترك المنتجين في مواجهة خسائر كبيرة مع انخفاض الأسعار التي تقل عن تكلفة الإنتاج.

أسباب تراجع أسعار كتاكيت التسمين وكيف أثرت على سوق الفراخ البيضاء

شهدت أسعار كتاكيت التسمين في السوق المحلية انخفاضًا حادًا بنسبة تقارب 82% خلال يوليو الجاري مقارنة بشهر يونيو، حيث وصل السعر إلى 10 جنيهات للكتكوت الواحد مقابل 55 جنيهًا الشهر السابق؛ وذلك بعد فترة شهدت ارتفاعات غير مسبوقة خلال الربع الأول من العام بفعل نقص حاد في المعروض، مما أدى إلى ظهور سوق سوداء رفعت السعر إلى 60 و65 جنيهًا. وتأتي هذه التغيرات نتيجة عدة عوامل متشابكة، من بينها ضعف القوة الشرائية وانتشار موجة حر شديدة أثرت على قرارات المربين وأسواق التربية، بحسب تصريحات رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة، عبد العزيز السيد، الذي أكد أن السعر العادل للكتكوت كان ينبغي ألا يتجاوز 15 إلى 20 جنيهًا، مؤكدًا أن الأسعار المرتفعة سابقًا كانت غير منطقية ومبالغ فيها.

انخفاض القوة الشرائية وتأثيره على حركة طلب كتاكيت وأسعار الفراخ البيضاء

يرى رئيس شعبة الدواجن أن انخفاض أسعار كتاكيت التسمين يعكس بالدرجة الأولى تراجع القوة الشرائية للمواطنين، ما أدى إلى ضعف الطلب على شراء الدواجن بشكل عام، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال أشهر الصيف بدءًا من يوليو، الأمر الذي دعا العديد من مربي الدواجن، خصوصًا أصحاب المزارع المفتوحة، إلى التوقف عن إدخال دورات تربية جديدة خوفًا من حدوث نفوق أو تكبد خسائر كبيرة. ويقول السيد إن هذا التراجع في الطلب تسبب في هبوط غير مسبوق بأسعار الكتاكيت، الذي لا يعبر عن حالة صحية في السوق بل ينم عن اختلال واضح بين العرض والطلب، مما دفع الأسعار إلى مستويات أقل بكثير من تكلفة الإنتاج، وهو وضع لا يخدم المستهلك ولا المنتج معًا.

مفارقة أسعار الفراخ البيضاء مع تراجع سعر كتاكيت التسمين وتحديات المنتجين

هناك مفارقة غريبة في أسعار الفراخ البيضاء مقابل الانخفاض الحاد في أسعار كتاكيت التسمين؛ إذ على الرغم من تباطؤ الطلب وانخفاض الكتاكيت، لا تزال أسعار الفراخ في المزارع مستقرة عند مستوى بين 60 و62 جنيهًا للكيلو، وهو سعر بالكاد يغطي التكاليف أو أقل، مما يضع المنتجين في مواجهة خسائر مستمرة. ووفقًا للتقديرات، يتجاوز استهلاك الدواجن البيضاء في مصر 220 ألف طن شهريًا، فيما سجلت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إنتاجًا قرب مليوني طن خلال عام 2023، مع نسبة اكتفاء ذاتي تقترب من 99.6%، وهو مؤشر على وفرة الإنتاج مقابل الطلب المحدود حاليًا.

• ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى عزوف المربين عن الإنتاج
• ضعف القوة الشرائية حد من الطلب على الدواجن
• سوق سوداء رفعت أسعار الكتاكيت في الربع الأول إلى مستويات قياسية
• انخفاض الأسعار الحالية لا يعكس توازن السوق بل اختلالًا في العرض والطلب

تأتي هذه التطورات لتحمل في طياتها تحديات كبيرة للمربين الذين يعانون من تراجع الإقبال على تربية الكتاكيت، وسط حالة عدم اتزان في السوق، حيث يشهد العرض ارتفاعًا مقابل ضعف الطلب، مما يولد خسائر اقتصادياً وأزمات في استقرار الأسعار التي تؤثر بشكل مباشر على المستهلك والمنتج على حد سواء