«مفاوضات حاسمة».. ملف غزة يعود للواجهة قبيل زيارة ترامب المرتقبة!

في ظل الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، تزداد الضغوط السياسية والإنسانية على الأطراف الفاعلة سعياً للتوصل إلى حلول عملية تحظى بموافقة الجميع، خصوصاً مع التحضيرات لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قد تشكل نقطة تحول لجهود إحلال السلام في المنطقة، حيث يترقب العالم تأثير هذه الزيارة على مسار المفاوضات لوقف إطلاق النار وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

جهود حماس لإظهار حسن النية

قرار حماس بالإفراج عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر يعتبر خطوة استراتيجية تحاول من خلالها الحركة إظهار حسن نواياها للمجتمع الدولي، والحد من الانتقادات التي تواجهها بشأن استمرار الصراع في غزة، وهو ما أكده الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، موضحاً أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل مسار المفاوضات وتعزيز الوساطة الدولية، حيث تكرس حماس جهودها للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل إطلاق سراح الرهائن وإدخال مساعدات إنسانية، إلا أنه في المقابل، تفضل الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مبدئي يركز على هدنة قصيرة المدى.

الأهداف الدولية بشأن غزة

من الناحية الاستراتيجية، تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تحقيق أهداف تتجاوز وقف إطلاق النار، إذ يوضح الدكتور يوحنان تسوريف، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، أن الجهود الدولية تركز على خلق واقع جديد في غزة يمنع الحركة من تهديد إسرائيل مستقبلاً، كما تتطلب هذه الجهود ضمانات من المجتمع الدولي لنزع سلاح حماس، وهو مطلب واضح تطرحه الحكومة الإسرائيلية في رؤية الحل، حيث ترى أن استمرار الصراع يضعف فرص التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهي إحدى الأولويات التي تسعى إدارة بايدن لتحقيقها كجزء من استراتيجيتها في المنطقة.

الأوضاع الإنسانية في غزة وأولويات التسوية

رغم التحديات السياسية، فإن الأوضاع الإنسانية في غزة تضغط بشكل مباشر على الأطراف المعنية، فالتقارير تشير إلى معاناة كبيرة يعيشها سكان القطاع، حيث يواجه أكثر من نصف مليون شخص خطر الجوع وتردي المستوى المعيشي، كما أن ازدحام المناطق الحدودية بالمساعدات الإنسانية يخلق أزمات إضافية ويعيق تدفق الإمدادات بشكل سلس، مما دفع بعض المنظمات الدولية إلى إطلاق تحذيرات بشأن تدهور الوضع إلى كارثة إنسانية كبرى تتطلب حلاً عاجلاً.

في خضم هذا المشهد المعقد، تلعب قيود الائتلاف السياسي في إسرائيل دوراً كبيراً في تعطيل أي حلول شاملة قد تؤدي إلى استقرار الوضع في غزة، إلا أن زيارة ترامب المرتقبة قد تكون فرصة سانحة لتحريك المفاوضات، إذا ما قوبلت بإرادة سياسية فعلية تتجاوز العقبات الراهنة، فالتاريخ أثبت أن الإرادة الدولية قادرة على تحقيق اختراقات في أصعب الأزمات.