مفتي مصر السابق يكشف حقيقة ظهور الجن على شكل حيوانات.. ما أسرار الظاهرة؟

الجن قادر على التشكل في صور متعددة، ومن بين الأسئلة المتداولة هل يتخفى الجن في هيئة حيوانات، مثل القطة السوداء، وما هي حدود هذا التشكل وكيف يتعامل الإسلام مع مثل هذه الظواهر.

الواقعة المشهورة لثعبان في بيت السيدة عائشة وتأويلها بخصوص التشكل

في عهد النبي محمد ﷺ، وقع حادث أذهل الكثيرين حين دخل ثعبان إلى بيت السيدة عائشة رضي الله عنها فتم قتله، ثم ذُكر لاحقًا أن هذا الثعبان ربما كان “عفريت سليمان” المكلف بإحضار عرش بلقيس؛ إلا أن موقف السيدة كان واضحًا حين قالت: “من يعتدي يجب أن يُعاقب”. هذا الموقف يعكس بجلاء مبدأً هامًا في الإسلام، وهو احترام العدالة حتى في مواجهة الكائنات الغيبية أو غير البشرية، ما يُشير إلى ضرورة فرض حدود على التشكل والتصرفات بالعدل.

الجن والعدالة في الإسلام: مظلة الشريعة لتعامل العباد مع المخلوقات

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن الاعتداء لا يقتصر على البشر فقط، وإنما يشمل حتى الحيوانات والجن، ويُخرج المعتدي عن دائرة الاحترام والعدل؛ وهذا يتجلى في أحكام القصاص الإسلامية التي تنفذ العدل بشكل صارم، حيث يُعتبر المقتول ظلماً شهيداً، والقاتل يُحاسب وفق النظام الشرعي. وبناءً عليه، إذا اعتدى حيوان أو مخلوق آخر على الإنسان، فإن القانون الإلهي يفرض التعامل معه بما يضمن الردع والعدالة، دون تحامل أو تهاون.

معتقدات التشكل في هيئة حيوانات.. بين الحقيقة والخيال

تنتشر بعض المعتقدات الشعبية التي تفيد بأن الجن قد يتخفي في هيئة حيوانات معينة، كالقطط السوداء أو الكلاب، لكن الدكتور علي جمعة أوضح عدم وجود أدلة شرعية قاطعة تثبت هذا التصور؛ فالتشكل يعتبر من خصائص الجن وفق ما ورد في بعض الأحاديث والروايات، لكنه محدود بضوابط واضحة. لذا، ينبغي التعامل مع هذه المسائل بحذر كبير، مع تجنب الزج بها في دائرة الخرافات أو المبالغات التي تشوش على الفهم الصحيح للدين وتؤدي إلى الخوف غير المبرر من المخلوقات.

• الجن يستطيع التحول إلى عدة صور، ولا يقتصر على هيئة حيوانات معينة فقط
• الإسلام يرفض الاعتداء مهما كان المعتدي، حتى لو كان جنًا أو حيوانًا
• القصاص يطبق العدالة بين البشر والمخلوقات وفق الشريعة
• التحقق من المعلومات الغيبية ضرورة لتجنب الخلط بين الحقيقة والشعوذة

تُبرز هذه النقاط فهمًا متوازنًا بين حقيقة التشكل في الدين والشروط التي تضيّق نطاق الاعتداء أو التخفي، ما يعزز احترام الحدود التي وضعها الإسلام للتعامل مع الجن والكائنات غير المرئية، مع إبعاد الأفكار التي تؤدي للظنون والتخويف غير المبرر.

بذلك، يظهر أن الإسلام يضع أسسًا واضحة لمعالجة موضوع التشكل، من خلال مبادئ العدالة والرحمة، مع التشديد على ضرورة التثبت في المسائل الغيبية، وتوفير إطار عقلاني لمنع وقوع الناس في وهم أو مبالغات قد تُفسد استيعابهم الحق للدين.