
يشهد البرلمان المصري تفاعلات واسعة بعد مناقشة مقترح لتقليص عدد الإجازات الرسمية، إذ يعيد هذا المقترح الجدل حول تأثير هذه العطلات التي تصل إلى 122 يومًا سنويًا على الاقتصاد الوطني وتقديم الخدمات العامة، خاصة مع التحديات الاقتصادية التي تتطلب رفع معدلات الإنتاج وتسهيل سير العمليات الإدارية، ما يطرح الأسئلة حول جدوى تقليص الإجازات ومدى تأثيرها على حقوق العاملين.
عدد الإجازات الرسمية في مصر وأثرها على الإنتاج
تبلغ أيام الإجازات الرسمية في مصر حوالي 122 يومًا سنويًا، منها 104 أيام عطلات أسبوعية و18 يومًا مناسبات قومية ودينية، وهو ما يعتبر معدلًا مرتفعًا مقارنة بالدول الصناعية الكبرى مثل ألمانيا واليابان، حيث تعتمد تلك الدول على تقليل العطلات لتعزيز الإنتاجية وتحسين أداء القطاعات الحيوية، وتثير هذه الإحصاءات تساؤلات حول كيفية تحقيق التوازن بين توفير راحة للعمال والحفاظ على معدل إنتاجية مرتفع يسهم في تحسين الاقتصاد المصري.
ما هي الجوانب القانونية وراء تقليص الإجازات الرسمية؟
استنادًا إلى المادة (27) من الدستور المصري التي تنص على دعم الإنتاج وتحسين الكفاءة الحكومية، قدمت النائبة آمال عبد الحميد مقترحًا لتقنين عدد الأيام المخصصة للإجازات، موضحة أن تعديل هذه الإجازات لا يخالف الدستور، بل يهدف إلى مصلحة قومية، ومع ذلك، فإن هذا المقترح يتطلب تعديلًا قانونيًا يشمل موافقة البرلمان والحكومة، حيث تُدار هذه الإجازات عادةً من خلال قرارات رسمية وقوانين معتمدة، مما يستدعي حوارًا مجتمعيًا بين النواب ومسؤولي القطاعات المختلفة لضمان تحقيق التوازن بين تحقيق المصلحة العامة وحماية حقوق العاملين.
الإجازات المرشحة للإلغاء أو إعادة التنسيق
وفقًا لأفكار تم تسريبها، قد يتم التركيز على إعادة النظر في إجازات المناسبات القومية التي عادةً ما تأتي بوسط الأسبوع، حيث من الممكن دمجها مع العطلات الأسبوعية لتحقيق تقليص في فترة الانقطاع عن العمل، ومن بين الإجازات التي قد يشملها هذا التعديل: عيد تحرير سيناء وعيد ثورة 23 يوليو وعيد القوات المسلحة، حيث يتم أحيانًا ترحيل تلك المناسبات إلى نهاية الأسبوع لتقليل تأثيرها على الإنتاجية.
الإصلاح الاقتصادي أم تهديد لحقوق العمال؟
يرى البعض أن تقليص الإجازات قد ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد عبر تحسين وتيرة العمل، بينما يخشى آخرون تأثيره السلبي على حقوق العمال وأوقات الراحة الضرورية، ويظل هذا المقترح بحاجة إلى دراسة وقبول بين كافة أطياف المجتمع لضمان العدالة والانصاف في تطبيقه بما يتماشى مع المصالح العليا للوطن.