«مقتل قيادي» حوثي بارز وعدد من المسؤولين بهجوم مفاجئ في اليمن

شهد جنوب غرب العاصمة اليمنية صنعاء تطوراً ملحوظاً حيث قُتل القيادي البارز في مليشيا الحوثي، المعروف بـ”أبو عقيل”، مع عدد من المسؤولين العسكريين التابعين للمليشيا، وذلك خلال غارة جوية نفذتها مقاتلات يُعتقد أنها أمريكية، واستهدفت تجمعاً عسكرياً في منطقة بدروم بمديرية عصر، الأمر الذي يشير إلى تصاعد حدة العمليات العسكرية في المنطقة.

مقتل قيادي حوثي بارز في غارة جنوب صنعاء

وفقاً لمصادر محلية، فإن الغارة الجوية التي استهدفت تجمعاً للقادة العسكريين الحوثيين أسفرت عن مقتل “أبو عقيل”، المسؤول اللوجستي للقوة النوعية التابعة للمليشيا، وهو يُعد من الشخصيات المحورية في التخطيط العسكري لهذه الجماعة، كما تضمنت قائمة القتلى عدداً من القادة العسكريين البارزين؛ من بينهم عبدالحفيظ الهلالي قائد مجموعة الصواريخ، وزكريا حجر المسؤول عن منظومة الصواريخ، وأحمد الجوهري أحد الكوادر القيادية في الدفاع الجوي، بالإضافة إلى عبدالملك أبو طالب المسؤول عن القيادة والسيطرة في إحدى الوحدات العسكرية.

أهمية الضربة وأبعادها العسكرية

غياب القادة العسكريين البارزين الذين قُتلوا في الغارة سيؤثر بشكل كبير على الإمكانيات اللوجستية والعسكرية لجماعة الحوثي، حيث أن هذه القيادات ليست فقط مسؤولة عن تشغيل الأنظمة العسكرية، بل تلعب أدواراً رئيسية في رسم الاستراتيجيات العسكرية، ومما يرجح الأثر الكبير لهذه العملية أن الغارة استهدفت بشكل مباشر مواقع وصفها الخبراء بأنها مفاصل حساسة في بنية الجماعة. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الغارات عادة ما تستهدف العمل على تقويض القدرات النوعية للمليشيا في ساحات القتال المختلفة.

تصاعد العمليات الجوية واستهداف القدرات النوعية

الغارة الأخيرة تأتي ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي تستهدف ما يُوصف بالقدرات النوعية للمليشيا الحوثية، حيث سبق أن تم تنفيذ العديد من الضربات الجوية الدقيقة على مواقع عسكرية وصناعية مرتبطة بإنتاج الأسلحة وصيانتها. وبينما لم يتم حتى الآن تأكيد من نفذ الغارة، سواء من الولايات المتحدة أو غيرها، فإن القاسم المشترك بين العمليات السابقة والحالية هو التركيز على إضعاف الجانب التقني للمليشيا. المصادر ترى في هذه العمليات تحدياً مباشراً لبنية القيادة المركزية لجماعة الحوثي بما قد يؤدي إلى خلل استراتيجي واضح يؤثر على قدرتها على إدارة الجبهات المتعددة.

في ظل استمرار الغموض حول الجهة التي نفذت العملية، تبقى التداعيات مفتوحة على احتمالات متعددة؛ فقتل هذه القيادات الرئيسية يمثل ضربة لإدارة الحوثيين للمعارك، وربما يعيد رسم موازين القوى على الساحة اليمنية قريباً.