«مكاسب مذهلة» للذهب 3.1% مع ترقب نتائج محادثات أمريكا والصين

يشهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث سجل مكاسب كبيرة خلال الأسبوع الماضي مدفوعة بانخفاض الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية. وجاء هذا الأداء بالتزامن مع استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، التي أضافت مزيدًا من الغموض حول مستقبل العلاقات التجارية.

ارتفاع أسعار الذهب بسبب انخفاض الدولار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.1% في المعاملات الفورية لتصل إلى 3340.29 دولار للأوقية، مع تسجيل مكاسب أسبوعية بلغت 3.1%، ويُعزى هذا الارتفاع بشكل كبير إلى انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.3%، الأمر الذي يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. كما ساهمت الضبابية العالمية والاضطرابات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

في السوق الأمريكية، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة مشابهة لتصل إلى 3344 دولارًا عند إغلاق التعاملات، وهو ما يعكس نموًا مطردًا بإقبال المستثمرين وسط توقعات بزيادة الطلب على المعدن النفيس في الفترة المقبلة. ومع استمرار هذا الاتجاه، عزز الذهب من مكانته كأحد أبرز أصول الحماية ضد تقلبات الأسواق.

تأثير التوترات بين الولايات المتحدة والصين على أسعار الذهب

الإعلان الأخير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية تصل إلى 80% على السلع الصينية أدى إلى تعميق الخلافات التجارية مع الصين، مما أضاف المزيد من الغموض إلى المشهد الاقتصادي العالمي. هذه التوترات دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة مثل الذهب، حيث سجل المعدن النفيس مكاسب بأكثر من 27% منذ بداية العام. وتأتي هذه التحولات في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من القلق بشأن تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي.

من جهة أخرى؛ يلعب الذهب دورًا استراتيجيًا كمخزن للقيمة في ظل مخاوف اضطرابات السوق. يرى الخبراء أن الوضع الحالي يعيد عوامل الثقة في استثمار المعدن الأصفر، ولكنهم يحذرون من احتمالية دخول فترة تراجع أو ثبات قريباً مع استمرار حالة اللايقين.

مكاسب المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر المكاسب على الذهب فقط؛ فقد شهدت المعادن النفيسة الأخرى زيادات ملحوظة. فقد صعدت الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 32.75 دولار للأوقية، بينما حقق البلاتين ارتفاعًا بنسبة 2% حيث سجل 995.10 دولار. أما البلاديوم؛ فقد ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.2% إلى 977.68 دولار. هذه المكاسب تأتي انعكاسًا على زيادة الطلب على المعادن النادرة، لا سيما مع تصاعد المخاوف الاقتصادية.

في النهاية، فإن استقرار أسعار الذهب والمعادن النفيسة يعتمد إلى حد كبير على كيفية تطور العلاقات التجارية العالمية ومدى وضوح السياسات النقدية والاقتصادية في الفترات المقبلة.