مكالمات مجهولة في إسرائيل تثير الذعر بين أسرى الحرب خلال أزمة غزة

شهدت إسرائيل حدثًا غير مسبوق أثار جدلًا واسعًا وهو تلقي المئات من المواطنين مكالمات مجهولة المصدر تتضمن مقاطع صوتية ومرئية متعلقة بأسرى إسرائيليين لدى كتائب القسام، ما أثار حالة من القلق والتوتر انعكست على الشارع الإسرائيلي، ليجد الجميع نفسه أمام تساؤلات حول أهداف هذا النوع من الحرب النفسية، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة.

الحرب النفسية وتعزيز القلق عبر المكالمات المجهولة

المكالمات المجهولة التي تلقاها الإسرائيليون لم تكن مجرد محاولات للإزعاج العابر، بل حملت رسائل واضحة بأسلوب يعزز الضغط النفسي على الإسرائيليين، فمن خلال تضمين المقاطع أصوات صرخات لأسرى إسرائيليين وتصوير أجواء طوارئ كصفارات الإنذار وأصوات الانفجارات، بدا أن الحرب النفسية قد دخلت مرحلة جديدة، وفق شهادات نشرتها وسائل إعلام عبرية ومنصات تواصل اجتماعي، تضمنت المقاطع أيضًا مشاهد من فيديوهات بثها أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه الرسائل على الشارع الإسرائيلي.

ردود أفعال داخلية وتحقيقات أمنية واسعة

أعلنت هيئة الأمن السيبراني الإسرائيلية أن هذه المكالمات تهدف إلى إثارة الذعر وإضعاف الروح المعنوية داخل إسرائيل، داعية المواطنين لتجاهل المكالمات مجهولة المصدر؛ وأوضحت تقارير أن المحتوى وصل حتى إلى أعضاء من هيئة عوائل الأسرى، مما أثار قلقهم ودفعهم للمطالبة بتحقيق شفاف حول مصدر هذه الاتصالات، وبالتوازي أطلقت الشرطة تحقيقًا موسعًا بعد تلقيها بلاغات عديدة من مواطنين أكدوا تأثرهم النفسي بالمحتوى الذي احتوت عليه المكالمات، وأدى ذلك إلى حالة من الضغط على المؤسسات الرسمية لتقديم توضيحات شافية.

تصعيد غير تقليدي في الصراع مع المقاومة الفلسطينية

هذا الاستخدام لتقنيات الحرب النفسية يعكس تصعيدًا جديدًا في طريقة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ باتت الرسائل الإعلامية عبر الهواتف وسيلة فعالة لكسر الحواجز النفسية، في حين تواجه إسرائيل خلافات داخلية متزايدة حول استراتيجيات التعامل مع ملف الأسرى، وطرحت مطالبات علنية لإتمام صفقات تبادل قد تشهد تقديم تنازلات كبيرة، وهذا يزيد من تراجع ثقة الجمهور بالإدارة الحالية، ما يثمر نتائج مزدوجة سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.

تزامن هذه المكالمات مع هجمات على غزة أدى إلى انقسام داخل حكومة إسرائيل وتجدد مطالبات بإيجاد تسوية للأسرى الإسرائيليين، في وقت يُجمع فيه المراقبون على أن هذه الأحداث تعزز من تأثير الحرب النفسية وتُظهر أن الصراعات لم تعد تُخاض فقط بالأسلحة التقليدية بل بأساليب حديثة تستهدف العقول والقلوب بشكل مباشر.