«منافسة شرسة» تشكيل هيئة المكتب واللجان يشتعل في نقابة الصحفيين.. الحسم الأربعاء المقبل

تشهد نقابة الصحفيين حالة من النشاط والصراع الداخلي مع اقتراب موعد الاجتماع المقبل لمجلس النقابة، حيث يسعى الأعضاء إلى التوافق على تشكيل هيئة المكتب واللجان النوعية، إلا أن المنافسة الشديدة بين الأعضاء تجعل الاتفاق صعباً، وقد يستغرق الأمر عدة اجتماعات للتوصل إلى صيغة نهائية مرضية، مما فتح الباب أمام التساؤلات حول مَن سيتولى رئاسة اللجان الأكثر تأثيراً على مستقبل العمل النقابي داخل المجلس.

المنافسة تشتد على رئاسة لجنة القيد

تُعد لجنة القيد واحدة من أهم اللجان النقابية التي تشهد دائماً منافسة شديدة نظراً لدورها المحوري في تنظيم شؤون الصحفيين، وتشهد اللجنة هذه الدورة تنافساً قوياً بين أربعة مرشحين هم محمد شبانة وعبد الرؤوف خليفة وهشام يونس وحسين الزناتي، ويُقال إن رئاسة اللجنة تتطلب خبرة عميقة في التعامل مع الملفات المختلفة ومهارات قيادية لإحداث التوازن بين مطالب الصحفيين وإجراءات النقابة، ولكن التحدي الأكبر يكمن في الجدل المثار حول بعض الأسماء المرشحة، حيث أُثيرت تساؤلات حول مواقفهم السابقة ومدى تأثيرهم على قرارات اللجنة.

ملفات حساسة تُلاحق المرشحين الرئيسيين

يواجه المرشحون لتولي المناصب في النقابة انتقادات تتراوح بين الأداء المهني والمواقف السابقة، فمثلاً تُثار أسئلة حول حسين الزناتي تتعلق بفترة رئاسته للجنة الحج والعمرة، حيث وُجهت إليه انتقادات بخصوص الاستفادة من رحلات مجانية وعدم وضوح في كشف حساباته، بينما يواجه محمد شبانة عائقاً قانونياً يمنعه من رئاسة لجنة القيد بموجب حكم قضائي سابق، في حين يتعرض عبد الرؤوف خليفة لتحدٍ بسبب شكوى رسمية ضده داخل مؤسسته الصحفية حول تجاوزات لفظية وسلوكية أثارت حفيظة زملاء العمل، وهذه القضايا تثير تساؤلات حول مدى قدرة النقابة على ضمان الشفافية والمصداقية في اختيار ممثليها.

لجان أخرى تُشعل التنافس داخل مجلس النقابة

لم يقتصر الصراع على لجنة القيد فحسب، بل امتد إلى لجان نوعية أخرى تشمل الرعاية الصحية والتدريب، فمحمد الجارحي وأيمن عبد المجيد يتنافسان بجدية على رئاسة لجنة الرعاية الصحية مستندين إلى خبراتهما الواسعة في هذا المجال، بينما يشهد محمد سعد عبد الحفيظ منافسة قوية من محمد السيد الشاذلي على قيادة لجنة التدريب، حيث يطرح كل منهما خططاً طموحة لتطوير الملفات التي تُعنى بتخصصه، فيما يبدو أن محمود كامل هو الاسم البارز للاستمرار في رئاسة لجنة الحريات نظراً لخبرته ومواقفه المعتدلة في القضايا الشائكة، مما يعكس تبايناً في الرؤى والتوجهات بين الأعضاء.

في الختام، تبقى مسألة التشكيل النهائي لمكاتب النقابة ومستقبل العمل النقابي مرهونة بقدرة المجلس على تجاوز الخلافات الداخلية خلال الاجتماعات القادمة، فالتحديات كبيرة وتتطلب رؤية متوازنة تضمن توافق الأعضاء وتحقيق المصالح العامة للنقابة، وسط آمال الصحفيين بأن يكون التشكيل الجديد معبراً عن تطلعاتهم ويحمل دفعة إيجابية لتطوير العمل الصحفي. الوقت وحده سيكشف عن مدى نجاح هذه الجهود.