من هو الصحابي الذي قدّم النبي ﷺ له بشرى دخول الإسلام؟

طلحة بن عبيد الله هو أحد الصحابة الأجلاء الذين بشرهم النبي ﷺ بالجنة، وهو الذي أطلق عليه لقب “طلحة الخير” لما عُرف به من شجاعة وكرم مفرطين، كما وصفه النبي ﷺ بقوله: “من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله”، وهو مثال حي على الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بأنه سيكون جاره في الجنة لما تميز به من إيمان وثبات.

من هو الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بأنه سيكون جاره في الجنة؟ طلحة بن عبيد الله بين العشرة المبشرين

طلحة بن عبيد الله من أبرز صحابة رسول الله ﷺ؛ فهو من العشرة المبشرين بالجنة وأحد الثمانية الأوائل في الإسلام، إضافة إلى كونه من الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. كما أدرجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أهل الشورى الستة الذين رضي عنهم النبي ﷺ عند وفاته، وكان ممن ثبتوا مع النبي عند تحرك الجبل.

كان طلحة من أسياد قريش ووجهائها، وعرف بثروته وتجارته الكبيرة، حتى أطلق عليه لقب “أسد قريش” لقوته وعطفه، وذكر القرآن الكريم فضله في قوله تعالى:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (سورة الأحزاب: 23-24)، وهي الآيات التي أشار الرسول ﷺ إلى طلحة عند غزوة أحد قائلاً: “من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة”.

قصة إسلام وفضائل طلحة بن عبيد الله.. من راهب يبشر إلى جهاد في سبيل الله

ولد طلحة رضي الله عنه قبل بعثة النبي ﷺ بخمسة عشر عامًا في مكة، ونشأ في أسرة قرشية باعت التجارة وارتبطت حياته بالتجارة في الشام. خلال إحدى رحلاته التجارية إلى بصرى، التقى راهبًا يبشر بقدوم نبي من مكة، فازداد شوقًا وعودته كانت مصحوبة بمعرفة بالنبوة. بتوجيه من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أسلم على يد النبي ﷺ مبكرًا، معانقًا دعوة التوحيد رغم ما لاقاه من أذى في سبيل الله، مثلما حدث عندما ربطه أخوه أو نوفل بن خويلد مع أبي بكر بالسلاسل لإيقاف الصلاة.

تُظهر قصة إسلام طلحة تأكيد معجزة نبوة محمد ﷺ، وكيف كان اليهود الذين يعيشون في الجزيرة يتوقعون مجيء النبي لكنهم أنكروه عن غيرة واستكبار، بينما استجاب له الصحابة الأوائل كبداية عهد جديد.

٧ مواقف مشهودة تثبت كرم وشجاعة الصحابي الذي بشره النبي ﷺ بأنه سيكون جاره في الجنة

تميز طلحة بن عبيد الله بالكرم والشجاعة، حيث أطلق عليه النبي ﷺ عدة ألقاب تعبيرًا عن جوده، ومنها “طلحة الفياض” و”طلحة الجود”. سجل التاريخ مواقف عدة تبين عطاءه:

  • اشترى بئرًا لسقي المسلمين وذبح جزورًا لإطعام الفقراء.
  • أنفق أموالًا كثيرة لتجهيز غزوة العسرة ودعم المشاركين فيها.
  • افتدى عشرة من أسرى بدر بماله الكريم.
  • باع أرضًا بقيمة سبعمئة ألف درهم وتصدق بها كلها في ليلة واحدة.
  • تبرع بمئة ألف درهم ولم يبق معه سوى ثوب قديم يرتديه.
  • كان يرسل سنويًا عشرة آلاف درهم لعائشة رضي الله عنها لتُوزع على المحتاجين.
  • سدد ديون الغارمين من بني تيم، حيث دفع عن عبيد بن معمر ثمانين ألف درهم وعن آخر ثلاثين ألفًا.

أما شجاعته فعكستها مواقفه في غزوة أحد عندما رأى النبي ﷺ ينزف من وجنتيه، فنزل إلى الميدان يصد الأعداء ويحمى النبي ﷺ، وكان ذلك سبب إصابته بأكثر من سبعين جرحًا، وشلّت يده دفاعًا عن رسول الله ﷺ، حتى وصفه أبو بكر رضي الله عنه قائلاً: “ذلك كله كان يوم طلحة”.

بذلك يظل طلحة بن عبيد الله مثالًا بارزًا للصحابي الذي بشره النبي ﷺ بأنه سيكون جاره في الجنة، لما تحلى به من إيمان قوي، وكرم شفاف، وشجاعة لا تلين في نصرة الدعوة.